ـ الذي تراجع عن نظريّته مؤخّراً ـ مجرّد أماني وأحلام لن ترى نور الحقيقة أبداً ما لم يأذن الله سبحانه وتعالى بمرحلة الحسم المرتقبة ; التي يحلّ بها القسط والعدل بدل الظلم والجور ، إنّه وعد إلهي ولن يخلف الله وعده ، وعدٌ بقلب كلّ المعادلات والموازين القائمة رأساً على عقب ، فيغدو المستضعف إماماً وارثاً ، ويسقط الطواغيت في وحل الذلّ والهزيمة ..
نعم إنّه تبارك وتعالى يروم المنّ على البشريّة حيث ينقذها من أدوات الحذف والنفي والتزييف والتشويه والتحريف ، بقيم وموازين ومبادئ ومناهج سليمة متقنة شاملة ..
وهذا الوعد والمنّة السماويّة لا تعني تبرير الخضوع والخنوع والسكوت القائل والسكون المميت ، الذي يسمّيه البعض : «تمهيدات ما قبل الظهور» حتى شاع مفهوم «التواكليّة» في اُمّتنا ، فأ ثّر سلباً على حركة العقل والتطوّر والنهوض ..
فالإنسان يبقى دوماً كادحاً إلى ربّه كدحاً علّه ملاقيه ، والكدح هذا حركةٌ مقدّسة دؤوبة تشمل العقل والأحاسيس ، وليس سكوناً هدّاماً يجرّ على الاُمّة ويلات الجهل والتخلّف ..