رميت ابا سفيان منها بجحفل |
|
إذا قيس عدا بالثرى كان أكثرا (١) |
يدبره رأي النبي وصارم |
|
بكفك أهدى في الرؤوس من الكرى (٢) |
فطار إلى اعلى السماء تصاعدا |
|
فلما رأى أن لا نجاة تحدرا (٣) |
وحاذر غربي مشرفي مذكر |
|
هززت فألقى المشرفي المذكرا |
وأعطى يدا لم يعطها عن محبة |
|
وقول هدى ماقاله متخيرا |
فكنت بذاك العفو أولى وبالعلى |
|
أحق وبالاحسان أحرى وأجدرا |
__________________
١ ـ الضمير في منها يعود إلى الكماة. والجحفل الجيش العظيم. والثرى تراب الندى وأبو سفيان هو صخر بن حرب وكان من رؤساء مشركي قريش فلذا خصه بالذكر.
٢ ـ الهاء في يدبره للجحفل وجعل سيف أمير المؤمنين أكثر هداية إلى الرؤوس من الكرى وهو النوم وهذا مبالغة وجعل مدار هذا الجيش على تدبير النبي صلىاللهعليهوآله وشجاعة الامير عليهالسلام.
٣ ـ الضمير في فطار يعود إلى أبي سفيان يعني أنه بالغ في الهزيمة فلما عرف أنه لا ينجو رجع ونطق بكلمة الاسلام حقنا للدم وبايع بيده مكرها لا مختارا وكان أبو سفيان أمير المنافقين وكذا ابنه معاوية فرعون أمير المؤمنين عليهالسلام وقوله غربي أي حدي. والغرب الحد. المشرفي سيف منسوب إلى الشارف وهي قرية من أرض العرب تدنو من الريف وسيف مشرفي ولا يقال مشارفي لان الجمع لا ينسب إليه وسيف مذكر أي ذو ماء ، قال أبو عبيدة هي سيوف شفراتها حديد ذكر ومتونها أنثى والانثى خلاف الذكر يقول لما نطق أبو سفيان بكلمة الاسلام تركه أمير المؤمنين وعفا عنه والاولى والاحق والاحرى والاجدر كله بمعنى واحد.