صلى عليه الله ما اكتست الربى |
|
بردا بأيدي المعصرات تحاك (١) |
القصيدة الرابعة : في وقعة الجمل
بزغت لكم شمس الكنس |
|
وبدت لكم روح القدس (٢) |
فك الحبيس فعفروا |
|
في الترب تعفير الحبس (٣) |
__________________
١ ـ الربوة بضم الراء وفتحها وكسرها المرتفع من الارض والمعصرات السحائب استعار لفظ الكسوة ولفظ البرد للربى لاشتمال النبات عليها كاشتمال الثوب على الجسد ورشح الاستعارة بقوله تحاك بأيدى المعصرات لان ذلك من فعلها.
٢ ـ بزغت : طلعت. والكنس جمع كناس وهو في الاصل الموضع التي تستر فيه الظبي والكنس : الكواكب والقدس بتسكين الدال وضمها الطهر اسم مصدر ومنه قيل للجنة حظيرة القدس وروح القدس جبرائيل وظاهر هذا الشعر انه في وصف الخمر فان كان يريد بذلك الخمرة الحقيقية فقد غلا وافحش وأي نسبة في الاستعارة بين الخمرة التي هي ام الخبائث والانجاس وبين روح الطهر أي قوامه الذى يقوم به وان كان ينحو بذلك منحى الصوفية كابن الفارص وغيره ويكني بالخمر عن المعرفة الالهية فذلك شايع مستحسن ، واستعار لها لفظ الروح ملاحظة لقوام الاجسام بها في الصحة.
٣ ـ الحبيس يريد به الخمرة وفكها كسر طين دنها ، وقوله فعفروا أي عفرواخدودكم في التراب تعظيما لها والعفر التراب وقوله تعفير الحبس اي تعفيرا مثل تعفير الحبس والحبس جمع حبس وهو الزاهد من النصارى يحبس نفسه للعبادة ، وهذا من قول ابي نواس في الخمرة :
فجاء بها ربيبة
عنبية |
|
فلم يستطع دون
السجود لها صبرا |