القصيدة الثالثة في وصف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن ريقها يتحدث المسواك |
|
ارجا فهل شجر الكباء أراك (١) |
ولطرفها خنث الجبان فان رنت |
|
باللحظ فهي الضيغم الفتاك (٢) |
__________________
١ ـ الارج انتثار رائحة الطيب ونصبه على التمييز أو بإسقاط حرف الجر أي يتحدث بالارج. والكباء بكسر الكاف والمد : العود الذي يتبخر به وبالقصر الكناسة واستعار لفظ الحديث للمسواك لافادته علم الارج من ريق هذه المذكورة لانه طاب من نكهتها ثم استفهم بهل استفهاما من باب تجاهل العارف للمبالغة والتعجب وقال هل هو العود أم هو الاراك وذلك من القلب ، وقال ابن هاني المغربي شعرا :
وما عذب المسواك
إلا لانه |
|
يقبلها دوني واني
لراغم |
٢ ـ الخنث بضم الخاء وسكون النون التكسر والتثني ، قال الجوهري خنثت الشيء فتخنث أي عطفته فتعطف ومنه سمي المخنث ويجوز أن يكون هنا خنث بفتح الخاء والنون والمصدر خنث والمعنى واحد والطرف العين ورنت أي أدامت النظر يقال رنى يرنو رنوا واللحظ نظر العين واللحاظ بالفتح مؤخر العين مما يلي الصدغ. واللحاظ بالكسر من لا حظته إذا رعيته ويريد بخنث الجبان الضعف والفتور ، والشعراء تصف العين بالضعف والفتور والكسل والمرض وما شاكل ذلك ، ثم قال وهذه الضعيفة إذا نظرت كانت كالاسد في فتكها. والضيغم الاسد والضيغم العض والفتاك الكثير الفتك وهو القتل.