شرك القلوب ولم أخل من قبلها |
|
أن القلوب تصيدها الاشراك (١) |
هيفاء مقبلة تميل بها الصبا |
|
مرحا فإن هي أدبرت فضناك |
يا وجهها المسفوك ماء شبابه |
|
ما الختف لولا طرفك السفاك (٢) |
أم هل أتاك حديث وقفتنا ضحى |
|
وقلوبنا بشبا الفراق تشاك (٣) |
لصدورنا خفق البروق تحركا |
|
وجسومنا ما ان بهن حراك (٤) |
لا شيء أقطع من نوى الاحباب أو |
|
سيف الوصي كلاهما فتاك |
الجوهر النبوي لا أعماله |
|
ملق ولا توحيده إشراك (٥) |
__________________
١ ـ الهيفاء الضامرة الخصر ، والمرح شدة الفرح والنشاط والضناك بالفتح المرأة الكثيرة اللحم وانتصب مقابلة على الحال أي هي هيفاء في حال إقبالها وإذا أدبرت تنظر منها اكثار اللحم فيما يحسن ذلك فيه كالردف ففي الاقبال الضمور في البطن والخصر وفي الادبار ضد ذلك هو الاكثار والامتلاء ولقد أحسن وأبلغ.
٢ ـ المسفوك المصبوب كأنه ماء الشباب صب فيه والمسفوك صفة تشبه الموجة وما يرتفع بها ، وقوله ما الحتف استفهام تحقير للموت لو لم يكن طرفه.
٣ ـ أم هنا بمعنى بل اضرب عن معنى وعاد إلى غيره ، والشباجمع شباة وهي حد طرف السيف وغيره واستعاره للفراق لقتله الانفس وقوله تشاك أي تدخله هذه الحدود فيها كما يدخل الشوك في الجسد يقال شيك يشاك إذا دخل الشوك في جسده.
٤ ـ جعل الخفقان للصدور لانها محل القلوب فأقام الظرف مقام المظروف فالقلوب مضطربة والجسوم ساكنة لما به من الالم. والحراك الحركة. والنوى التحول من موضع إلى موضع آخر.
٥ ـ الجوهر النبوي أي أصله لانه من أصله الشريف وقوله لا أعماله ملق فالملق النفاق وهو تعريض بقوم كانوا بهذه الصفة فكانت أعمالهم نفاقا وتوحيدهم باللسان وقلوبهم مشتركة غير صافية.