القصيدة الثانية في ذكر فتح مكة
جللت فلما دق في عينك الورى |
|
نهضت إلى أم القرى ايد القرى (١) |
جلبت لها قب البطون وإنما |
|
تقودلها بالقود أم حبوكرا (٢) |
وسقت إليها كل أسوق لو بدت |
|
له معفر ظنته بالرمل جؤذرا (٣) |
__________________
١ ـ أي عظمت فلما صغر الورى عندك نهضت إلى هذا الفتح الجليل وهو فتح مكة ويريد بالورى الشجعان الذين نازلهم في الوقائع وقتلهم في الملاحم وأمثالهم من الكفار وليس عمومه في المؤمنين ويحتمل العموم ويريد بالصغر النقص عن كماله والضعف عن شجاعته وام كل شيء أصله ومكة ام القرى لان الارض دحيت من تحتها حيث كانت مجموعة في مكان الكعبة ثم بسطها الله وأيد القرى أي قوى الظهر من الخليل وغيرها.
٢ ـ أي خيلا قب البطون والقب جمع اقب وقبا وهي الضوامر. والقود جمع اقود وهو الطويل القوائم. والحبو كر الداهية وام حبو كر أعظم الدواهي.
٣ ـ الاسوق طويل عظم الساق والمعفر ام اليعفور وهو الخشف للظبية. والجؤذر بفتح الذال وضمها ولد البقرة الوحشية واليعفور ولد البقرة الوحشية أيضا ، والمعنى أن هذا الفرس لو بدت له البقرة الوحشية بالرمل لادركها بالعدو حتى تظنه ولدها لاصقا بها ولاجيا إليها وخص الرمل لان العدو فيه أشق وأصعب ويجوز أن يكون لشدة عدوه يصغر في عين المعفر حتى تظنه جؤذرا بالرمل لانه محله والباء بمعنى في وذلك لمعنى قد سمع من بعض المشايخ.