الصمت إجلالا لموضعها |
|
القديم بل الخرس |
غلط المجوس هي التي |
|
عبدالمزمزم إذ درس |
ما دار في خلد الزمان |
|
لها النظير ولا هجس (٢) |
قدمت فضل بها الورى |
|
فالامر فيها ملتبس |
لا الجن تذكر عند مولدها |
|
القديم ولا الانس |
قم يا نديم فغالط |
|
الاوقات فيها واختلس |
بالراح رح فهي المنى |
|
وعلى جماع الكاس كس (٣) |
لا تلقها الا ببشرك |
|
فالقطوب من الدنس (٤) |
__________________
١ ـ الصمت : السكوت وهو منصوب بتقدير فعل وكذا الخرس أي ادعاؤهم عبادة النار الحقيقية التي تعبد على دعواهم لا تلك والشعراء يشبهون الخمرة بالنار لحمرتها وتشعشعها. والمزمزم الذى يتكلم بلغتهم ويزمزم في عبادتهم والمجوس غلطوا يحسبون انها النار العنصرية التي تعبد على دعواهم.
٢ ـ الاختلاس الاستلاب. الانس البشر الواحد انسي وانسي ايضا بالتحريك والجمع اناس وجمع الانسان اناسي والياء عوض عن النون. والانس بالتحريك يريد الناظم انس في هذه الصفات فلولا أن يكون كناية.
٣ ـ الراح من اسماء الخمر ، والجماح الصعوبة ، وقوله كس امر بالكيس وهو خلاف الحمق ويريد بها هنا سهولة الخلق.
٤ ـ البشر طلاقة الوجه والقطوب والعبس ضدها. والدنس الوسخ في الثوب واستعار هنا لرداءة الاخلاق والصهباء الخمر والصهب الشقرة ، وهذا من قول بعضهم لنديمه وقد رآه يقطب وجهه وهو لثوب ما انصفتها تضحك.