ما انصف الصهباء من |
|
ضحكت إليه وقد عبس |
فإذا سكرت فغن لي |
|
ذهب الشباب فما تحس (١) |
لله أيام الشباب |
|
وحبذا تلك الخلس (٢) |
قصرت وقد ركض الصباح |
|
بجنحها ركض الفرس |
وكذاك ايام المسرة رجع |
|
طرف أو نفس |
ناديت في ظلماتها |
|
عذب اللما حلو اللعس (٣) |
في كفه قبس المدام |
|
وفي الحشامنه قبس |
وسدته كفي فنبه |
|
لوعتي لما نعس (٤) |
هل من فريسة لذة |
|
إلا وكنت المفترس |
ايام اغترف الصبا |
|
غض الاديم وانتهس |
__________________
١ ـ تحس أي تشعر وخففه ضرورة وخص هذا القول بوقت السكر لانه في حالة لا ينتفع معها الوعظ.
٢ ـ الخلس جمع خلسة وهي استلاب الشيء الممكن والغلس الظلمة آخر الليل ويريد ان اول الليل اتصل بآخره حتى كانه لا واسطة بينهما وذلك مبالغة في القصر.
٣ ـ اللماء سمرة في الشفة مستحسنة وكذا اللعس هو سمرة فيها وهما مترادفان.
٤ ـ اللوعة حرفة القلب من المحبة وجعل اللذة كالفريسة له تشبيها إلى فريسة الاسد لحكمه عليها وظفره بها ولذة صيدها ونهس اللحم وانتهسه إذا اخذه بمقدم اسنانه. غرف العظم واغترفه إذا اخذ ما عليه من اللحم واستعار هما للصبي فكأنه أخذ جميع ما فيه من اللذة ، وقوله غض الاديم أي طري الجسم.