تجلى لك الجبار في ملكوته |
|
وللحتف تصعيد اليك وتصويب (١) |
وللشمس عين عن علاك كليلة |
|
وللدهر قلب خافق منك مرعوب (٢) |
فعاين ما لولا العيان وعلمه |
|
لما ارتاب شكا أنه فيك مكذوب |
وشاهد مرأى جل عن أن يحده |
|
من القوم نظم في الصحائف مكتوب |
وأصلت فيها مرحب القوم مقضبا |
|
جرازا به حبل الاماني مقضوب (٣) |
وقد غصت الارض الفضاء بخيله |
|
وضرج منها بالدماء الظنابيب (٤) |
__________________
الدماء وابتهاجه بمصادمة القرناء كانسان حفت به المسرات ودارت عليه الكاسات فهو جذل الفؤاد حريص على الازدياد وهذا المدح على طريقة العرب والا فأمير المؤمنين يرى الموت في الجهاد حقيقة.
١ ـ الملكوت الملك. والواو والناء زائدتان للمبالغة. والتصعيد العلو. والتصويب الانخفاض اي اظهر الله تعالى لك النصر وانت على هذه الحالة الشديدة ولقد اجاد واحسن.
٢ ـ الضمير في قوله فعاين يعود على الموصوف من قوله اولا فلله عينا من رآه اي فلله عينا انسان رآه على هذه الحال فعاين شيئا لو سمعه عن انسان لكذب عنه اذلا يكاد يصدر مثل ذلك الا عن ملك مقرب لكنه تحقق ذلك بالمشاهدة والنظر ، وقيل ان الضمير يعود إلى الجبار وهو ملك اليهود وهذا بعيد لان لفظ التجلى مستند إلى اللفظ الجبار مع لفظ الملكوت لا يتوجه ذلك لغير الله.
٣ ـ اصلت سل. والقضب السيف القاطع وكذا الجرار والمقضوب المقطوع واستعار لفظ الحبل للاماني لامتداد المشترك بينهما والضمير في فيها يعود إلى الحرب.
٤ ـ غصت امتلات. والفضاء الواسعة والظنابيب جمع الظنبوب وهو العظم اليابس في مقدم الساق والضمير في خيله يعود إلى مرحب.