حدثني محمد بن أحمد المدائني ، عن فضل بن كثير ، عن علي بن موسى الرضا عليهالسلام قال : « من لقي فقيراً مسلماً فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة وهو عليه غضبان » (١).
ولا ينافي ذلك الأمر بإكرام شريف قوم ذلّ ، أو لم يذلّ. وقد جاء من الأول النبوي : « ارحموا ثلاثة : عزيز قوم ذُلّ ، وغني قوم افتقر ، وعالماً بين جهال » (٢).
ومن الثاني النبوي الآخر : ما رواه الكليني عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الحجال قال : قلت لجميل بن دراج : قال رسول الله ، صلىاللهعليهوآله : « إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه »؟ قال : نعم ، قلت : ما الشريف؟ قال : قد سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ذلك ، فقال : « الشريف من كان له مال » الحديث (٣).
وأوله الشيخ الحر بما لفظه : أقول : هذا إما مخصوص بغير السلام ، أو بالإكرام الذي لا يزيد على إكرام الفقير (٤).
و « إنما الأعمال بالنيات » (٥) فإن سلم على الغني لغناه فهو المغضوب عليه (٦) ، وإن كانت الأخرى فالسلام منه طاعة لله عزّ وجلّ ، وإن الإنسان
__________________
١ ـ أمالي الصدوق ٣٩٦ ، المجلس ٦٨ ، الوسائل ٨ | ٤٤٢ ، الباب ٣٦ من أبواب أحكام العشرة ، الحديث ١.
٢ ـ كنز العمال ١٥ | ٨٣٠ ، الرقم ٤٣٢٩٩.
٣ ـ روضة الكافي ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، الوسائل ٨ | ٤٤٢.
٤ ـ الوسائل ٨ | ٤٤٢.
٥ ـ أمالي الطوسي ٢ | ٢٣١ ، الأمثال النبوية ١ | ٢٣٧ ، الرقم ١٥٦ ، حرف « إنما » ، التمثيل والمحاضرة ٥٠٠. ترك الإطناب ٣.
٦ ـ وكان هذا الإمر مبغوضاً حتى في العصر الجاهلي ، وقد أنشد أبو العباس ثعلب لهانئ بن توبة الشيباني الشويعر الحنفي :
يحيي الناس كل غني
قوم |
|
ويبخل بالسلام على
الفقير |
ويوسع للغني إذا
روأه |
|
ويحيى بالتحية
كالأمير |
سُـمِّي الشويعر شويعراً لقوله هذا البيت الآتي :
وإن الذي يمسي
ودنياه همه |
|
لمستمسك منها بحبل
غرور |
وليس هو أحد السبعة المسمين في الجاهلية باسم محمد والمحمدون السبعة أولهم :