وإذا قل سلام المؤمنين بعضهم على بعضهم ظهرت العداوة والبغضاء في قلوبهم (١).
١٩ ـ العلوي : « ثلاثة من حقائق الإيمان : الإنفاق من الإقتار ، وإنصاف الناس (٢) من نفسك ، وبذل السلام لجميع العالم » (٣).
٢٠ ـ حديث الشيخ الكليني بإسناده إلى الباقر عليهالسلام قال : أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش فدخلوا على أبي طالب ، فقالوا : إن ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا ، فادعه ومره فليكف عن آلهتنا ونكف عن إلهه ، قال : فبعث أبو طالب إلى رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، فدعاه ، فلما دخل النبي ، صلىاللهعليهوآله ، لم ير في البيت إلا مشركاً فقال : السلام على من أتبع الهدى ، ثم جلس فخبره أبو طالب بما جاؤوا له فقال : أَوَ هل لهم في كلمة خير لهم من هذا ، يسودون بها العرب ، ويطأون أعناقهم؟ فقال أبو جهل : نعم وما هذه الكلمة؟ فقال : تقولون : لا إله إلا الله ، قال : فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا هراباً وهم يقولون : ( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ) (٤) ، فأنزل الله تعالى في قولهم : ( ص * والقرآن ذي الذكر ـ إلى قوله ـ إلا اختلاق ) (٥).
أقول ؛ إن من أدب السلام على المشرك أن يقال : « السلام على من اتبع الهدى » تعريضاً بأن الإشراك بالله العظيم يمنع السلام على صاحبه ، وإنما الجدير به المهتدي بهدى الله. والتسليم المذكور هو من أدب الوحي السماوي ، قال تعالى حيث أمر موسى وهرون أن يأتيا فرعون : ( فأتياه فقولا إنا رسولا ربّك فأرسل معنا بنى إسرائيل ولا تعذّبهم قد جئناك بآية من ربّك والسلام على مَن اتَّبع الهدى ) (٦).
__________________
١ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٦٠.
٢ ـ في نسخة « والإنصاف ».
٣ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٦١.
٤ ـ ص : ٧.
٥ ـ ص : ١ ـ ٧. أصول الكافي ٢ | ٦٤٩ ، ( باب التسليم على أهل الملل ) ، الحديث ٥ ، الوسائل ٨ | ٤٥٣ ـ ٤٥٤.
٦ ـ طه : ٤٧.