قيل يريد : وسلام الملائكة الذين هم خزنة الجنة على المهتدين ، وتوبيخ خزنة النار والعذاب على المكذبين (١).
والسيد الطباطبائي فسر الآية بما يلي : قوله : ( والسلام على مَن اتّبع الهدى ) كالتحية للوداع ، يشار به إلى تمام الرسالة ، ويبين به خلاصة ما تتضمنه الدعوة الدينية ، وهو أن السلامة منبسطة (٢) على من اتبع الهدى ، والسعادة لمن اهتدى ، فلا يصادف في مسير حياته مكروهاً يكرهه لا في دنيا ولا في عقبى (٣).
أقول : تفسير آية السلام بسلام الوداع فيها لا بأس ، وأما في الحديث الجاري فالمتعين هو سلام التحية ، لأنه قال الراوي : « فلما دخل النبي ، صلىاللهعليهوآله ، لم ير في البيت إلا مشركاً فقال : « السلام على من اتبع الهدى ثم جلس ». وهو كالصريح فيها ، على أن في الآية ( والسلام على من اتبع الهدى ) وأما الحديث فليس فيه واو ، فتفطن. نعم هو صالح لأن يجعل سلام وداع كما تأتي الإشارة إليه (٤).
تنـبيـه :
كان من الجدير ، ببحث أدب السلام ، ذكر صيغ السلام أيضاً ، إلا أنها توجب ملال التكرير هنا وهناك ، فالأولى أن يقال : إن من خضع للآداب الإسلامية لا يدع السلام ، ويوفق للمعرفة بموضع الإصابة إن شاء الله تعالى.
ولمحمد رشيد رضا حول أدب السلام كلام قال : والسنة أن يسلم القادم على من يقدم عليهم ، وإذا تلاقى الرجلان فالسنة أن يبدأ الكبير في السن ، أو القدر ، بالسلام.
__________________
١ ـ تفسير الكشاف ٣ | ٦٧.
٢ ـ في الأصل « منبسط » والصحيح « إن السلامة منبسطة ».
٣ ـ تفسير الميزان ١٤ | ١٥٧.
٤ ـ في عاشرة الأبحاث من هذا الكتاب. قال الزمخشري في الدخول على أهل الذمة : وإذا دخلت فقل : السلام على من اتبع الهدى ، ولا بأس بالدعاء له بما يصلحه في دنياه. تفسير الكشاف ١ | ٥٤٥.