والعلوي : « إذا عطس أحدكم فسمّتوه قولوا : رحمكم الله ، وهو يقول : يُغفر لكم ويرحمكم الله ؛ قال الله عزّ وجلّ : ( وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) » (١).
دل الحديث الحسني على شمول التحية لمثل تقديم طاقة الريحان من الجارية سلاماً ، وعتقها إجابة ، هب أن العتق لا يكون إلا بالقول ، ولكنه اعتبر الجواب الأحسن للتحية غير القولية.
كما أن العلوي جعل جواب التسميت ونفسه من التحية من غير السلام لأجل التدليل بالآية ، ويشهد للشمول قول علي بن إبراهيم القمي : إنها ـ أي : التحية ـ السلام وغيره من البر (٢) ، وأبواب البر كثيرة ومنها التسميت.
وقد عرفت أن السلام مظهر الحب ومن وسائله ، ونوع إخبار به ودليل عليه ، وقد جاء في الصادقي : « إذا أحببت رجلاً فأخبره بذلك ، فإنه أثبت للمودة بينكما » (٣) ومن ثم رغب على الابتداء به وإفشائه في العالم كله ، لأن الله عزّ وجلّ يحب السلام والسلامة للجميع ، وأن يكونوا إخوة متحابين ، يحب بعضهم بعضاً ، وتكون مهمتهم التواصل وصلاح أمورهم فيما بينهم ، وترى الأهتمام البالغ في الإسلام في توطيد السلام ؛ وآيات القرآن تشمل المسلمين وغيرهم ، وإنما وجه الخطاب إليهم ، لأنهم الذين ينتفعون بها دون غيرهم. ولعل في آخر الآية : ( إن الله كان على كل شئٍ حسيباً ) الإشعار بذلك ؛ والمعنى أنه تعالى يحاسبكم على قيامكم بالتحية كما هي ، وبأهدافكم الداعية إليها ، أو بترككم لها ، وبطريقتكم التي سرتم عليها ، أو سيرتم الآخرين ، أو منعتموهم ، ولا يخصكم الحساب فيه أيها المسلمون المؤمنون.
ويحتمل أن يكون الحسيب في الآية بمعنى الكافي ، لكونه تعالى
__________________
١ ـ الوسائل ٨ | ٤٦٠ ، الباب ٥٨ باب كيفية التسميت والرد ، الحديث ٣ ، تفسير البرهان ١ | ٣٩٩.
٢ ـ تفسير القمي ١ | ١٤٥ من سورة النساء.
٣ ـ الوسائل ٨ | ٤٣٤ ـ ٤٣٥ ، الباب ٣١ من أبواب العشرة ، الرقم ١.