للمسلمين ، يتعاهدونه عند كل تلاقٍ وفراقٍ ، حتى لا تفارقهم السلامة في أبدانهم ، ومعاشهم ، بل ومعادهم يوم الحشر الأكبر ، وحتى يدخلوا دار السلام ـ وهي الجنة ، كما سمعتها في الآي المتقدم ذكرها (١) ، وتسمعها ـ ولا يدرك حقيقة هذا القول إلا من ذاق طعم العافية ، وأحبها لإخوانه ، وكل ولد آدم عليهالسلام فهلم نستمع الحديث :
« كان أصحاب رسول الله صلى عليه وآله ، إذا أتوه يقولون له : أنعم صباحاً ، وأنعم مساءً ، وهي تحية أهل الجاهلية ، فأنزل الله : ( وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ) (٢) ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : قد أبدلنا الله بخير من ذلك ، تحية أهل الجنة السلام عليكم » (٣). إشارة إلى قوله تعالى : ( إلا قيلاً سلاماً سلاماُ ) (٤) ، وإلى الحكاية عن أهل الجنة أيضاً : ( وتحيتهم فيها سلام ) (٥) ، والجنة طيبة ، وأهلها طيبون وكل ما فيها طيب ، والسلام تحية من عند الله مباركة طيبة ، اختارها للطيبين المسلمين حقاً ، والسلام من أطيب أقوالهم ـ أقوال أهل الجنة ـ لا يقولون ولا يسمعون فيها إلا سلاماً ، وأهل السلام اليوم أهل السلام غداً في الجنة.
والصادقي : « السلام تحية لملتنا ، وأمان لذمتنا » (٦).
والنبوي : « إن السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض تحية لأهل ديننا ، وأماناً لأهل ذمتنا » (٧).
حديث وهب اليماني قال : « إن الله قال لآدم انطلق إلى هؤلاء الملأ
__________________
١ ـ في كلام الصدوق وغيره ، وحول الأسماء الحسنى السلام ، وقوله عز وجل : ( لهم دار السلام ) الأنعام : ١٢٧.
٢ ـ المجادلة : ٨.
٣ ـ تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي ٢ | ٣٥٥ ، البحار ٧٦ | ٦.
٤ ـ الواقعة : ٢٦. أي قولاً.
٥ ـ يونس : ١٠.
٦ ـ البحار ٧٦ | ١٢ ، هو نبوي أيضاً جاء في مجمع الأمثال للميداني ٢ | ٤٥٠ ، وكتاب أمثال الحديث ٣٢٥.
٧ ـ كنز العمال ٩ | ١١٣ ، الرقم ٢٥٢٣٧ ، أي السلام من أسمائه الحسنى وضعه في الأرض.