وقيل : كان غاوي بن عبد العزَّي سادنا لصنم لبنى سُليم ، فبينا هو قائم عليه إذا أقبل ثَعلبان يشتدّان حتّى تَسَنّماه فبالا عليه. فقال البيت. ثم قال : يا معشر سُليم ، لا والله لا يضرّ ولا ينفع ، ولا يُعطى ، ولا يمنع ، فكسره ، ولحق بالنّبىّ (ص) فقال : ما اسمك؟ فقال : غاوي بن عبد العزَّى. فقال : بل أنت راشد بن عبد ربّه (٢٠).
وهو حيوان شديد الحرارة واليُبس ، وفروه مُسَخِّن جدّا. ولحمه ينفع المبرودين ويُحَرِّك الباهَ. وشحمه إذا أذيب وقُطِّر فى الأُذُن فاترا ، نفع من جميع أوجاعها الباردة ، وإذا أديم استعماله نفع من الصَّمَم. ونابُه ينفع من الصَّرَع تعليقا.
وروى الجاحظ (٢١) أنّ الأسد مرض يوما فعاده السّباع ما خلا الثّعلب فنَمّ عليه الذّئب فقال : إذا حضر فاعلمنى. فلمّا حضر أعلمه ، فعاتبه على تخلِّفه ، فقال كنت فى طلب الدّواء لك. قال : فأىّ شيء أصبت؟ قال : خَرزة فى ساق الذِّئب. وانسلّ الثّعلب فمرّ الذّئب به ، بعد ذلك ، ودمه يسيل. فقال له الثّعلب : يا صاحب الخُفّ الأحمر ، إذا جالستَ الملوك فانظر ماذا يخرج من فيك. فضُرب المثل على تأكيد الوصيّة فى حفظ اللّسان.
وخُصَى الثّعلب : نبات له أصلان كأنّهما بَيضتان صغيرتان ، لونُهما الى الصُّفْرة فى الخارج والى البياض فى الدّاخل. ولهما طَعْم يميل الى حلاوة. ورائحة قريبة من رائحة المنىّ.
وهذه الأصول رطبة حارّة فى الثّانية وفيها تَقوية عظيمة على الجماع ، وخُصوصا بالشّراب. والشّربة منها مثقالين الى ثلاثة. وقد تضرّ بالمعدة.
وداء الثَّعْلب : عِلَّة يتناثر منها الشّعر. وإنّما سُمَّيَت بذلك لعروضها للثّعلب. وسَببها مادّة رديئة مُستكنّة فى الجلد تُفسد مَنابت أصول الشّعر أكلاً لها مَنْعا للغذاء الجيّد أنْ يصل إليها.
وهى إمّا صفراويّة وإمّا سوداويّة وإمّا بلغميّة ، أو دم ردىء. وعلاجها اسْتفراغ ذلك الخِلط بما يُخرِجه ، إمّا بالإسهال وإمّا بالقىء وإمّا بالفَصد. واستعمال الأغذية الجيّدة الكَيموس واجْتناب الرّديئة.