جبر :
الجَبْرُ : أن تُغْنِىَ الرَّجل من فَقْر ، أو تُصْلِح عَظْمَه من كَسْر.
والجَبْر ، قاعدتُه مَدُّ العُضو بِقَدْر ما ينبغى ، لأنّ الزّيادة فى المدّ تُؤْلِم ، وتُوَلِّد التَّشْنُّج ، وتُحدِث حُمَّى. والنَّقْصان يمنع جَودة الالتئام. ويجب أن يُسَكّن العُضو ما أمكن إلّا أحيانا ، بِقَدْر ما يَحتمل إذا لم تكن آفة وورم فيه ، لئلّا تموت طبيعة العضو.
والمراد فى أكثر الأمر حدوث الرَّثد (٤) فيما ليس كعِظام الرّأس فانّها لا تَثبت عليها رَثيد (٥). فيجب أن يُدَبَّر حتّى لا يكون قليلا خفيفا ولا غليظا كثيرا (٦).
ويجب عند الجَبْر أنْ تُهْجَر الحركات المزعجة والجماع والغضب والموضع الحارّ لترقيقها للدَّم ، ويُعاوَن بأضْمِدَة قويّة قابضة فيها حرارة وتَقوية كالأبْهل (٧) وجَوز السَّرْوِ والكَثِيرا والأدوية المنقيَّة.
والعظام المنكسرة إذا رُدَّت الى أوضاعها أمكن فى الأطفال ومَنْ يَقْرُب منهم أن تُجبر لبقاء القوّة الأولى فيهم ، وأمّا مَنْ هو فى سِنّ الفتَى وما بعدَه ، فلا تَنْجَبِر بل يُجْرَى عليها لحام من مادّة غُضْرُوفِيَّة ، وفيه يُجمع بين العظمَين من جنس ما يُجريه الصّغار من الرّصاص على وصْل النّحاس وغيره.
وأعْصَى العظام على الانجبار العَضُد ثمّ السّاعد. والأعضاء تختلف فى مُدَّة الانجبار (فإنَّ الأنف يَنْجَبِر ، على ما قيل ، فى عَشَرةٍ ، والضِّلع فى عشرين ، والذّراع وما يقرب منه من ثلاثين الى أربعين ، والفَخِذ فى خمسين. وممّا يدلّ على الانْجبار) (٨) ظُهورُ الدّم نَزّاً.
ويجب ان لا يُبالَغ فى الشَّدِّ مَبْلَغا يمنع وصول الغِذاء الى الكَسْر فانّه لن يَنجبر إلّا بالدَّم والغِذاء القَوِىّ الذى يصل إليه وسيأتى ما فيه زيادة على هذا فى (ك س ر).
والجَبَائِر : رفائد وأعْواد تُربط على العظم المكسور لِيَنْجَبِر بها مُسْتَوياً ، واحدتُها