التقيا فشبَّهت بقولهم رُدِّ يا فَتى ، قيل : وقد قال آخرون قَتَّلوا ، أَلقَوْا حركة المتحرك على الساكن ، قيل : وجاز في قاف اقتَتَلوا الوَجْهان. وقاتَله مُقاتَلَة وقِتالاً ، وقتَّلوا تقْتيلاً : شدِّد للكثرة. والمُقاتَلة : القِتال ؛ وقد قاتَله قِتالاً وقِيتالاً ، وهو من كلام العرب ، وكذلك المُقاتل. والمُقاتِلة : الذين يَلُون القِتال ، بكسر التاء ، القوم الذين يَصْلحون للقِتال. وقوله تعالى : قاتَلَهُمُ (اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) ؛ أَي لعَنَهم أَنَّى يُصْرَفون ، وليس هذا بمعنى القِتال الذي هو من المُقاتلة والمحاربة بين اثنين. وقيل في قوله تعالى : قُتِلَ (الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) ؛ معناه لُعِن الإِنسان. ويقال : قاتَل الله فلاناً أَي عاداه. وفي الحديث : قاتَل الله اليهود أَي قَتَلَهم الله ، وقيل : لعَنهم الله ، وقيل : عاداهم. وفي حديث المارّ بين يدي المُصَلِّي : قاتِلْه فإنه شيطان أَي دافِعْه عن قِبْلَتِك ، وليس كل قِتال بمعنى القَتْل. وفي الحديث : على المُقْتَتِلِين أَن يَنْحَجِزوا الأَوْلى فالأُوْلى ، وإن كانت امرأَة ؛ ومعناه أَن يَكُفُّوا عن القَتْل مثل أَن يُقْتَل رجل له وَرَثة فأَيهم عفا سقط القَوَدُ ، والأَوْلى هو الأَقرب والأَدنى من ورثة القتيل ، ومعنى المُقْتَتِلِين أَن يطلُب أَولياء القَتِيل القَوَد فيمتنع القَتَلة فينشأ بينهم القِتال من أجله ، فهو جمع مُقْتَتِل ، اسم فاعل من اقْتَتَل ، ويحتمل أَن تكون الرواية بنصب التاءين على المفعول ؛ يقال : اقْتُتِل ، فهو مُقْتَتَل ، غير أَن هذا إنما يكثر استعماله فيمن قَتَله الحُبُّ. ويقال : قُتِل الرجل ، فإن كان قَتَله العِشْق أَو الجِنُّ قيل اقْتُتِل. واقتُتِل فلان قتله عشق النساء أَو قَتَله الجِنُّ ، وكذلك اقْتَتَلَتْه النساء ، لا يقال في هذين إلا اقْتُتِل. واقْتُتِل الرجل إذا عَشِق عِشْقاً مُبَرِّحاً. والقِتْلة : الحالة من ذلك كله. وفي الحديث : أَعَفُّ الناس قِتْلةً أَهلُ الإِيمان ؛ القِتْلة ، بالكسر : الحالة من القَتْل ، وبفتحها المرَّة منه ، ومَقاتِل الإِنسان : المواضع التي إذا أُصيبت منه قَتَلَتْه ، واحدها مَقْتَل. والمَقْتَل إلى الله لأَن الإِنسان كله مِلْك لله عز وجل ، فمَقاتِله ملك له. وقالوا في المَثل : قَتَلَتْ أَرضٌ جاهلَها وقَتَّل أَرضاً عالِمُها. قال تعالى : (وَما) قَتَلُوهُ (يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) ؛ أَي لم يُحيطوا به عِلْماً. وفي قوله : (وَما) قَتَلُوهُ (وَما صَلَبُوهُ). والمعنى ما قَتَلوا علْمَهم يقيناً كما تقول أَنا أَقْتُل الشيء علماً تأْويله أَي أَعْلم علماً تامًّا. ويقال هو قاتِل الشَّتَوات أَي يُطعِم فيها ويُدْفِئُ الناس ، والعرب تقول للرجل الذي قد جرَّب الأُمور : هو مُعاوِد السَّقْي سقى صَيِّباً. وقَتَل غَليلَه : سقاه فزال غَليلُه بالرِّيِّ ، والقِتْل ، بالكسر : العدوُّ. الأَقْتال : الأَعداء ، واحدهم قِتْل وهم الأَقْران. والقَتالُ والكَتَالُ : الكِدْنة والغِلظ ، فإذا قيل ناقة نَقِيَّة القَتال فإنما يريد أَنها ، وإن هُزِلت ، فإن عملَها باقٍ. والقِتْل : القِرْن في قِتال وغيره. وهما قِتْلان أَي مِثْلان وحَتْنَان. وقِتْل الرجل : نظيره وابنُ عمه. وإنه لقِتْل شرّ أي عالم به ، والجمع من ذلك كله أَقْتال. ورجل مُقَتَّل : مجرِّب للأُمور. والمجرِّبُ والمُجَرَّس والمُقَتَّل كله الذي جرَّب الأُمور وعرفها. وقَتَل الخمر قَتْلاً : مزجها فأَزال بذلك حِدَّتها. وتَقَتَّل الرجل للمرأَة : خضَع. ورجل مُقَتَّل أَي مُذَلَّل قَتَله العشق. وقلْب مُقَتَّل : قُتِل عشقاً ، وقيل مذلَّل بالحب. والمُقَتَّل العَوْد المُضَرَّس بذلك الفعل كالناقة المُقَتَّلة المُذَلَّلة لعمل من الأَعمال وقد رِيضت وذُلِّلَتْ وعُوِّدت ؛ ومن ذلك قيل للخمر مَقْتولة إذا مُزِجت بالماء حتى ذهبت شدَّتها فصار رِياضة لها. والمُقَتَّل : المَكْدود بالعمل المُذَلَّلُ. وجمل مُقَتَّل : ذَلول.