لا يملكون شيئا من السموات والأرض ، ولو كان حقيرا بمقدار هذا القطمير ، وهو قشرة النواة الرقيقة.
ثم أبطل ما يقولون : إن في عبادة الأصنام عزة ، وأبان عجزها وضعفها وحقارتها ، فقال:
(إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ ، وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) أي إن تدعوا هذه الآلهة من دون الله تعالى لا تسمع دعاءكم ؛ لأنها جماد لا تدرك شيئا ، ولو سمعوا لم يقدروا أن ينفعوكم بشيء مما تطلبون منها ، لعجزها عن ذلك ، فهي لا تضر ولا تنفع ولا تغني شيئا ، فكيف تعبدونها؟!
(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) أي وفي اليوم الآخر يجحدون كون ما فعلتموه حقا ، وينكرون أنهم أمروكم بعبادتهم أو أقروكم عليها ، ويتبرءون منكم ، كما قال تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ. وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً ، وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ) [الأحقاف ٤٦ / ٥ ـ ٦] وقال تعالى : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ، كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ ، وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) [مريم ١٩ / ٨١ ـ ٨٢].
وتقريرا عاما لهذه المعاني ، وتأكيدا لهذه الأخبار ، قال تعالى :
(وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) أي ولا يخبرك عن أمر هذه الآلهة وعن أمر عبدتها يوم القيامة ، أو لا يخبرك بعواقب الأمور ومآلها إلا خبير بصير بها ، وهو الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية في الحال أو في الاستقبال ، وقد أخبر بالواقع لا محالة.