وروى مسلم أيضا عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ، أو صدقة جارية من بعده».
ثم ذكر تعالى أن كتابة الآثار لا تقتصر على الناس ، وإنما تتناول جميع الأشياء ، فقال : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) أي لقد ضبطنا وأحصينا كل شيء من أعمال العباد وغيرهم في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ الذي سجّل فيه جميع ما يتعلق بالكائنات ، كما قال تعالى : (عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) [طه ٢٠ / ٥٢] وقال سبحانه : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ، وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) [القمر ٥٤ / ٥٢ ـ ٥٣].
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ القرآن الكريم معجزة النبي صلىاللهعليهوسلم الخالدة إلى يوم القيامة ، وهو تنزيل من رب العالمين ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
٢ ـ الرسول محمد صلىاللهعليهوسلم رسول من عند الله ، أرسله الله بالهدى ودين الحق ، على منهج وطريق ودين مستقيم هو الإسلام.
٣ ـ رسالة النبي صلىاللهعليهوسلم إلى العرب خاصة وإلى الناس كافة ، فلم يبق بعدها عذر لمعتذر.
٤ ـ إن رؤوس الكفر والطغيان والعناد من أهل مكة أو العرب استحقوا الخلود في نار جهنم والعذاب الدائم فيها ؛ لأنهم أصروا على الكفر ، وأعرضوا عن النظر في آيات الله ، والتأمل في مشاهد الكون ، وقد علم الله في علمه الأزلي