العدد وقرء النّسّي بقلب الهمزة ياءً والإِدغام والنّسيّ الكرميّ.
ونسبه في المجمع إلى الباقر عليه السلام وفي الجوامع إلى الصادق عليه السلام زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ لأنّه تحريم ما أحلّ الله وتحليل ما حرّمه الله فهو كفر آخر ضمّوه إلى كفرهم يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ضَلالاً زائداً وقرئ يُضلّ عَلَى البناء للمفعُول يُحِلُّونَهُ عاماً يحلّون النّسيء من الأشهر الحرم سنة ويحرّمون مكانه شهراً آخر وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً فيتركونه على حرمته.
القمّيّ : كان سبب نزولها أنّ رجلاً من كنانة كان يقف في الموسم فيقول قد أحللت دماء المحلّين طي وخثعم في شهر المحرّم وأنسأته وحرّمت بدله صفراً فإذا كان العام المقبل يقول قد أحللت صفراً وانسأته وحرّمت بَدله شهر المحرّم فأنزل الله إِنَّمَا النَّسِيءُ الآية.
وقيل أوّل من أحدث ذلك جنادة بن عوف الكنانيّ كان يقوم على جمل أحمر في الموسم فينادي إنّ آلهتكم أحلّت لكم المحرّم فأحلّوه ثمّ ينادي في القابل إنّ آلهتكم قد حرّمت عليكم المحرّم فحَرّمُوه لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ ليوافقوا عدَّة الأربعة المحرّم فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ فيحلّوا بمواطاة العدة وحدها ما حرّم الله من القتال زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ خذلهم الله حتّى حسبوا قبيح أعمالهم حَسناً وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ لعدم قبولهم الاهتداءَ.
(٣٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ تباطأتم مخلدين (١) إلى أرضكم والإقامة بدياركم.
في الجوامع كان ذلك في غزوة تبوك في سنة عشر بعد رجوعهم من الطائف استنفروا في وقت قحط وقيظ مع بعد الشقّة (٢) وكثرة العدوّ فشقّ ذلك عليهم.
القمّيّ : وذلك أنّ رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم لم يسافر سفراً أبعد ولا أشدّ
__________________
(١) قوله تعالى أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ أي مال وركن الى الدّنيا وشهواتها واتّبع هواه في إيثار الدّنيا م.
(٢) الشقّة بالضم والكسر والناحية يقصدها المسافر والسّفر البعيد والمشقّة.