وفي الكافي عنه عليه السلام : أنّ جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس.
والقمّيّ وافق العيّاشيّ في ذكر القصّة إلّا أنّه اختصرها وذكر في اسم العابد مليخا مكان تنوخا وأورد في آخرها أشياءً أخر نوردها في سورة الصّافّات إن شاء الله ويأتي بعض قصّته في سورة الأنبياء أيضاً إن شاء الله.
(٩٩) وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ بحيث لا يشذّ منهم أحد جَمِيعاً مجتمعين على الإيمان لا يختلفونَ فيه أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ.
(١٠٠) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ وقرء بالنّون عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ في العيون عن الرضا عليه السلام : أنّه سأله المأمون عن هذه الآية فقال حدّثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال إنّ المسلمين قالوا لرسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من النّاس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدوّنا فقال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم ما كنت لألقى الله ببدعة لم يحدث إليّ فيها شيئاً وما أنا من المتكلّفين فأنزل الله عليه يا محمّد وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً على سبيل الإلجاءِ والاضطرار في الدنيا كما يؤمن عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقّوا منّي ثواباً ولا مدحاً ولكنّي أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقُوا منّي الزّلفى والكرامة ودوام الخلُود في جنّة الخلد أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وأمّا قوله وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ فليس ذلك على سبيلِ تحريم الإيمان عليها ولكن على معنى أنّها ما كانت لتؤمن إلّا بإذن الله واذنه أمره لها بالإيمان ما كانت متكلّفة متعبّدة والجاؤه إيّاها إلى الإيمان عند زوال التكليف والتعبّد عنها فقال المأمون فرّجت عنّي فرج الله عنك.
(١٠١) قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ من عجائب صنعه ليدلّكم على وحدته وكمال قدرته وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ لا يتوقع إيمانهم