وأتانا بقرآن أعجميّ فأحبّ ان ينزل بلسانهم وفيه قال الله وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ والاعجميّ يقال للذي لا يفهم كلامه ويقال لكلامه وقرئ اعَجمِيّ بفتح العين وتوحيد الهمزة على أن يكون منسوباً الى العجم قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً الى الحقّ وَشِفاءٌ من الشكّ والشّبهة وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى لتصامّهم عن سماعه وتعاميهم من الآيات أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ تمثيل لعدم قبولهم واستماعهم له بمن يصاح به من مسافة بعيدة.
(٤٥) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ كما اختلف في القرآن وهو تسلية للنبيّ صلّى الله عليه وآله.
في الكافي عن الباقر عليه السلام قال : اختلفوا كما اختلف هذه الأمّة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتّى ينكره ناس كثير فيقدّمهم فيضرب أعناقهم وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ بالامهال لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ باستيصال المكذّبين وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ من القرآن مُرِيبٍ موجب للاضطراب.
(٤٦) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ نفعه وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ضرّه وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ فيفعل بهم ما ليس له أن يفعله.
(٤٧) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ إذا سئل عنها إذ لا يعلمها إلّا هوَ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها من أوعيتها جمع كِمْ بالكسر وقرئ من ثمرات بالجمع لاختلاف الأنواع وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ الّا مقروناً بعلمه واقعاً حَسَب تعلّقه به وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي بزعمكم القمّيّ يعني ما كانوا يعبدون من دون الله قالُوا آذَنَّاكَ أعلمناك ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ من أحد منّا يشهد لهم بالشّركة إذ تبرّأْنا منهم لمّا عاينّا الحال والسّؤال للتّوبيخ أو ما من أحد منّا يشاهدهم لأنّهم ضلّوا عنّا.
(٤٨) وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ يعبدون مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا وأيقنوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ مهرب.
(٤٩) لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ القمّيّ أي لا يملّ ولا يعي من أن يدعو