قال الشاعر وفي كلّ شيء له آية تدلّ على أنّه واحد.
أقول : وهذا تخصيص للآيات ببعضها ممّا يناسب افهام العوام.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : نريهم فِي أَنْفُسِهِمْ المسخ ونريهم فِي الْآفاقِ انتقاض الآفاق عليهم فيرون قدرة الله عزّ وجلّ في أنفسهم وفي الآفاق قيل حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ قال خروج القائم عليه السلام هو الحقّ من عند الله عزّ وجلّ يراه الخلق لا بدّ منه وفي رواية خسف ومسخ وقذف سئل حَتَّى يَتَبَيَّنَ قال دع ذا ذاك قيام القائم عليه السلام.
وفي إرشاد المفيد عن الكاظم عليه السلام قال : الفتن في آفاق الأرض والمسخ في اعداء الحقّ.
أقولُ : كأنّه عليه السلام أراد أنّ ذلك انّما يكون في الرجعة وعند ظهور القائم عليه السلام حيث يرون من العجائب والغرائب في الآفاق وفي الأنفس ما يتبيّن لهم به انّ الإمامة والولاية وظهور الامام حقّ فهذا للجاحدين أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ يعني أولم يكفك شهادة ربّك على كلّ شيء دليلاً عليه.
أقولُ : هذا للخواص الذين يستشهدون بالله على الله ولهذا خصّه به في الخطاب.
وفي مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام : العبوديّة جوهرة كنهها الرّبوبيّة فما فقد من العبودية وجد في الربوبية وما خفي عن الربوبية أصيب في العبودية قال الله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ إلى قوله شَهِيدٌ أي موجود في غيبتك وحضرتك.
(٥٤) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ شكّ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ بالبعث والجزاء أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ عالم به مقتدر عليه لا يفوته شيء وتأويله يستفاد ممّا في المصباح.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ حم السّجدة كانت له نوراً يوم القيامة مدّ بصره وسروراً وعاش في الدنيا محموداً مغبوطاً.
وفي الخصال عنه عليه السلام : انّ العزائم أربع وعدّ منها هذه السورة كما مرّ في الم السجدة.