الفصل الرابع
في أنّ الواجب تعالى بسيط غير مركّب
من أجزاء خارجيّة ولا ذهنيّة (١)
وقد تقدّم أنّ الواجب تعالى لا ماهيّة له (٢) ، فليس له حدّ (٣) ، وإذ لا حدّ له فلا أجزاء حدّيّة له من الجنس والفصل ، وإذ لا جنس ولا فصل له فلا أجزاء خارجيّة له من المادّة والصورة الخارجيّتين ، لأنّ المادّة هي الجنس بشرط لا والصورة هي الفصل بشرط لا ، وكذا لا أجزاء ذهنيّة له من المادّة والصورة العقليّتين ، وهما الجنس والفصل المأخوذان بشرط لا في البسائط الخارجيّة كالأعراض.
وبالجملة : لا أجزاء حدّيّة له من الجنس والفصل ، ولا خارجيّة من المادّة والصورة الخارجيّتين ، ولا ذهنيّة عقليّة من المادّة والصورة العقليّتين.
__________________
(١) ولا من الأجزاء الحمليّة ، ولا من الأجزاء المقداريّة. أمّا الأجزاء الخارجيّة فهي المادّة والصورة الخارجيّتين ، والذهنيّة هي المادّة والصورة الذهنيّتين ، والحمليّة «الحدّيّة» هي الأجزاء لا بشرط كالجنس والفصل ، والمقداريّة هي الأجزاء المتباينة في الوضع الموجودة بالقوّة.
(٢) راجع الفصل الثالث من المرحلة الرابعة ، والفصل السابق من هذه المرحلة.
(٣) فإنّ الماهيّات منتزعة من حدود الوجودات.