بعض المطالب. قد كان ذلك. وعن حسان أن ابنه عبد الرحمن لسعه زنبور وهو طفل ، فجاء يبكى. فقال له يا بنىّ مالك؟ قال : لسعنى طوير كأنه ملتف في بردي حبرة (١) ، فضمه إلى صدره وقال له : يا بنى ، قد قلت الشعر. والرجس : العذاب من الارتجاس وهو الاضطراب (فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها) في أشياء ما هي إلا أسماء ليس تحتها مسميات ، لأنكم تسمونها آلهة. ومعنى الإلهية فيها معدوم محال وجوده. وهذا كقوله تعالى : ما تدعون من دونه من شيء. ومعنى (سَمَّيْتُمُوها) سميتم بها من : سميته زيداً. وقطعُ دابرهم : استئصالهم وتدميرهم عن آخرهم. وقصتهم أن «عاداً» قد تبسطوا في البلاد ما بين عمان وحضرموت. وكانت لهم أصنام يعبدونها. صداء. وصمود ، والهباء ، فبعث الله إليهم هوداً نبياً ، وكان من أوسطهم وأفضلهم حسباً ، فكذبوه وازدادوا عتوّاً وتجبراً ، فأمسك الله عنهم القطر ثلاث سنين حتى جهدوا ، وكان الناس إذا نزل بهم بلاء طلبوا إلى الله تعالى الفرج منه عند بيته المحرّم مسلمهم ومشركهم ، وأهل مكة إذ ذاك العماليق أولاد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ، وسيدهم معاوية بن بكر ، فجهزت عاد إلى مكة من أماثلهم سبعين رجلا ، منهم قيل بن عنز ، ومرثد بن سعد الذي كان يكتم إسلامه. فلما قدموا نزلوا على معاوية بن بكر وهو بظاهر مكة خارجاً عن الحرم ، فأنزلهم وأكرمهم وكانوا أخواله وأصهاره ، فأقاموا عنده شهراً يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان. ـ قينتان كانتا لمعاوية ـ فلما رأى طول مقامهم وذهولهم باللهو عما قدموا له أهمه ذلك وقال : قد هلك أخوالى وأصهارى وهؤلاء على ما هم عليه ، وكان يستحى أن يكلمهم خيفة أن يظنوا به ثقل مقامهم عليه ، فذكر ذلك للقينتين. فقالتا : قل شعراً نغنيهم به لا يدرون من قاله. فقال معاوية :
ألا يا قيل ويحك قم فهينم |
|
لعلّ الله يسقينا غماما |
فيسقى أرض عاد إن عادا |
|
قد امسوا ما يبينون الكلاما (٢) |
__________________
(١) قوله «في بردي حبرة» حبرة ـ كعنبة ـ : برد بمانى. اه صحاح. (ع)
(٢) ألا يا قيل ويحك قم فهينم |
|
لعل الله يسقينا غماما |
فيسقى أرض عاد إن عادا |
|
قد أمسوا ما يبينون الكلاما |
من العطش الشديد فليس نرجو |
|
لها الشيخ الكبير ولا الغلاما |
وقد كانت نساؤهم بخير |
|
فقد أمست نساؤهم عيامى |
وإن الوحش يأتيهم جهارا |
|
فلا يخشى لعادى سهاما |
وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم |
|
نهاركم وليلكم التماما |
فقبح وفدكم من وفد قوم |
|
ولا لقوا التحية والسلاما |
لمعاوية بن بكر. وروى أن عادا بعثوا من قومهم : قيل بن عنز ونعيم بن هزالة ، ومرثد بن سعد بن عفير ،