يجب عليه بحسب الفطرة العقلية المؤيدة بالنصوص القرآنية أن يفحص ويتأمل وينظر ويتدبر في اصول اعتقاداته (١) المسماة باصول الدين التي أهمها التوحيد. والنبوة والإمامة والمعاد. ومن قلّد آباءه أو نحوهم في اعتقاد هذه الاصول فقد ارتكب شططا وزاغ عن الصراط المستقيم ولا يكون معذورا أبدا.
وبالاختصار عندنا هنا ادعاءان :
الأول : وجوب النظر والمعرفة في اصول العقائد ولا يجوز تقليد الغير فيها.
الثاني : أن هذا وجوب عقلي قبل أن يكون وجوبا شرعيا ، أي لا يستقي علمه من النصوص الدينية وإن كان يصح أن يكون مؤيدا بها بعد دلالة العقل.
وليس معنى الوجوب العقلي ، إلّا ادراك العقل لضرورة المعرفة ولزوم التفكير والاجتهاد في اصول الاعتقادات.
* * *
٢ ـ عقيدتنا في التقليد بالفروع
أما فروع الدين وهي أحكام الشريعة المتعلقة بالأعمال ، فلا يجب
__________________
(١) ليس كل ما ذكر فى هذه الرسالة هو من اصول الاعتنقادات ، فان كثيرا من الاعتقادات المذكورة كالقضاء والقدر والرجعة وغير هما لا بجب فيها الاعتقاد ولا النظر ، ويجوز الرجوع فيها الى الغير المعلوم صحة قوله كالانبياء وا لأئمة ، وكثير من الاعتقادات من هذا القبيل كان اعتقادنا فيها مستند الى ما هو الماثور من اثمتنا من صحيح الأثر القطعي.