الفصل الخامس
٤٣ ـ عقيدتنا في البعث والمعاد
نعتقد أنّ الله تعالى يبعث الناس بعد الموت في خلق جديد في اليوم الموعود به عباده فيثيب المطيعين ، ويعذّب العاصين وهذا أمر على جملته وما عليه من البساطة في العقيدة اتفقت عليه الشرائع السماويّة والفلاسفة ، ولا محيص للمسلم من الاعتراف به ، عقيدة قرآنية ، جاء بها نبينا الأكرم ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فإنّ من يعتقد بالله اعتقادا قاطعا ويعتقد كذلك بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ رسولا منه أرسله بالهدى ودين الحقّ ، لا بدّ أن يؤمن بما أخبر به القرآن الكريم ، من البعث والثواب والعقاب والجنّة والنعيم والنار والجحيم ، وقد صرّح القرآن بذلك ، ولمح إليه بما يقرب من ألف آية كريمة.
وإذا تطرّق الشك في ذلك إلى شخص فليس إلّا لشكّ يخالجه في صاحب الرسالة أو وجود خالق الكائنات أو قدرته ، بل ليس إلّا لشكّ يعتريه في أصل الأديان كلّها ، وفي صحة الشرائع جميعها.
٤٤ ـ عقيدتنا في المعاد الجسماني
وبعد هذا ، فالمعاد الجسماني بالخصوص ضرورة من ضروريات الدين الإسلامي ، دلّ صريح القرآن الكريم عليها : «أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ