حتّى يسعد كلّ واحد منّا بفضلك».
وما أبدع هذه الفقرة الأخيرة وما أجمل وقعها في النفوس الخيرة لتنبيهها على لزوم سلامة النيّة مع جميع الناس وطلب السعادة لكلّ أحد حتّى من يظلمه ويعتدي عليه. ومثل هذا كثير في الأدعية السجّادية ، وما أكثر ما فيها من هذا النوع من التعاليم السماويّة المهذّبة لنفوس البشر لو كانوا يهتدون.
* * *
٣٦ ـ عقيدتنا في زيارة القبور
وممّا امتازت به الإمامية العناية بزيارة القبور «قبور النبيّ والائمة عليهم الصلاة والسلام» وتشييدها وإقامة العمارات الضخمة عليها ، ولأجلها يضحّون بكلّ غال ورخيص عن إيمان وطيب نفس.
ومردّ كلّ ذلك إلى وصايا الأئمة ، وحثّهم شيعتهم على الزيارة ، وترغيبهم فيما لها من الثواب الجزيل عند الله تعالى ، باعتبار أنّها من أفضل الطاعات والقربات بعد العبادات الواجبة ، وباعتبار أنّ هاتيك القبور من خير المواقع لاستجابة الدعاء والانقطاع إلى الله تعالى. وجعلوها أيضا من تمام الوفاء بعهود الأئمة ، «إذ أنّ لكلّ إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وأنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كان