(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ) وهو التوحيد الذاتي (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) وهو التفصيل في عين الجمع ؛ فالأول إشارة إلى القرآن ، والثاني إلى الفرقان (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ) ولم يلتفتوا إلى الأغيار من حيث إنها أغيار (فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ) وهي جنات الأفعال (وَفَضْلٍ) وهو جنات الصفات (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) وهو الفناء في الذات ، أو ـ الرحمة ـ جنات الصفات ، و ـ الفضل ـ جنات الذات ؛ و ـ الهداية إليه صراطا مستقيما ـ الاستقامة على الوحدة في تفاصيل الكثرة ، ولا حجر على أرباب الذوق ، فكتاب الله تعالى بحر لا تنزفه الدلاء ، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل ، ونسأله التوفيق لفهم كلامه ، وشرح صدورنا بعوائد إحسانه وموائد إنعامه لا رب غيره ولا يرجى إلا خيره.