١) مسايرة أفكار الناس ومعارفهم ، وتفسير القرآن لهم تفسيرا يشبع حاجاتهم من الثقافة الكونية.
٢) إدراك وجوه جديدة للإعجاز في القرآن من ناحية ما يحويه أو يرمز إليه من علوم الكون والاجتماع.
٣) دفع مزاعم القائلين بأن هناك عداوة بين العلم والدين.
٤) استمالة غير المسلمين إلى الإسلام من هذا الطريق العلمي الذي يخضعون له دون سواه في هذه الأيام.
٥) الحث على الانتفاع بقوى الكون ومواهبه.
٦) امتلاء النفس إيمانا بعظمة الله وقدرته ، حينما يقف الإنسان في تفسير كلام الله على خواصّ الأشياء ودقائق المخلوقات حسب ما تصوّرها علوم الكون.
كما أن لامتزاج العلوم الكونية والآدمية بالتفسير آثارا أخرى مشتركة بينهما فيما يأتي :
أ) زيادة الثقة بالقرآن وعروبته ومعارفه وإعجازه.
ب) الإيمان بأنه كتاب غني بكل ما يحتاجه إليه البشر من ألوان السعادة.
ج) الإيمان بأنه كتاب الساعة ودستور الناس إلى يوم القيامة ، يصلح لكل زمان ومكان ، ولا يستغني عن كنوزه وذخائره إنسان.
إن أكثر الملاحظات والتفسيرات الخاطئة المستشهد بها لدى المعترضين تقوم على كيفية وأسلوب تعامل القرآن مع الحقيقة كما ذكرنا ، وأحيانا نجد أن المؤيدين والمعارضين في التفسير على ذات الآية القرآنية وذات الحقيقة العلمية ، ولكن أسلوب أحدهما يقود إلى بينة للمعارضين وأسلوب الآخر يقود إلى بيّنة للمؤيدين ، فالاختلاف إذن ينصب على طريقة تعامل وتعبير كل منهما عن هدفه ، وإذا ما اتفقنا على أسلوب موحّد فإن كثيرا من ضجيج وبراهين المحتجين والمعترضين على التفسير العلمي تسقط ولا تصلح للاحتجاج بها ، لذا فإن الدكتور محسن عبد الحميد يضرب مثلا على المظهرين اللذين يجب أن يتخذهما التفسير العلمي في نظره ، فيقول (١) :
«أولهما : تسخير الحقائق العلمية في كشف مدلول الآية القرآنية ، فاحتمال الخطأ هنا غير قائم ، على سبيل المثال قوله تعالى (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (٤٩) قالَ رَبُّنَا الَّذِي
__________________
(١) تطور تفسير القرآن ـ د. محسن عبد الحميد ، ص ٢٢٦.