السخاء حاتم وإنّما الشعر زهير. (وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) مثل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] وقرأ أبو وجزة أجعلتم سقاة الحاجّ وعمرة المسجد الحرام (١) سقاة جمع ساق والأصل فيه سقية على فعلة كذا الجمع المعتلّ من هذا نحو قاض وقضاة وناس ونساة فإن لم يكن معتلا جمع على فعلة نحو ناسئ ونسأة للذين كانوا ينسئون الشهور.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) (٢٠)
(الَّذِينَ آمَنُوا) في موضع رفع بالابتداء ، وخبره (أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ) ، و (دَرَجَةً) على البيان.
(خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (٢٢)
(خالِدِينَ) نصب على الحال.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٢٣)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ) مفعولان. (إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ) أي لا تطيعوهم ولا تختصّوهم.
(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٢٤)
(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ) اسم «كان» وما بعده معطوف عليه. (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ) خبر كان ويجوز في غير القرآن رفع «أحبّ» على الابتداء والخبر واسم كان مضمر فيها ، وأنشد سيبويه : [الطويل]
١٨٠ ـ إذا متّ كان النّاس صنفان شامت |
|
وآخر مثن بالّذي كنت أصنع (٢) |
وأنشد سيبويه : [البسيط]
١٨١ ـ هي الشّفاء لدائي لو ظفرت بها |
|
وليس منها شفاء الدّاء مبذول (٣) |
__________________
(١) هذه قراءة ابن الزبير والباقر وأبي حيوة ، انظر البحر المحيط ٥ / ٢٢.
(٢) الشاهد للعجير السلولي في الكتاب ١ / ١١٨ ، والأزهيّة ص ١٩٠ ، وتخليص الشواهد ٢٤٦ ، وخزانة الأدب ٩ / ٧٢ ، والدرر ١ / ٢٢٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٤٤ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٨٥ ، ونوادر أبي زيد ص ١٥٦ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ١٣٦ ، واللمع في العربية ص ١٢٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٦٧.
(٣) الشاهد لهشام أخي ذي الرمة في الكتاب ١ / ١١٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٠٤ ، ولهشام بن عقبة في ـ