لِلنَّاسِ عَجَب) (١) على أنه اسم كان ، والخبر (أَنْ أَوْحَيْنا) ، (أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ) في موضع نصب أي بأن أنذر الناس وكذا (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ) ويجوز أنّ لهم قدم صدق بمعنى قل.
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (٣)
(ما مِنْ شَفِيعٍ) في موضع رفع والمعنى ما شفيع (إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ).
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) (٤)
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ) رفع بالابتداء (جَمِيعاً) على الحال. (وَعْدَ اللهِ) مصدر لأنّ معنى مرجعكم وعدكم. (حَقًّا) مصدر نصبا وأجاز الفراء (٢) «وعد الله» بالرفع بمعنى مرجعكم إليه وعد الله. قال أحمد بن يحيى ثعلب يجعله خبر مرجعكم ، وأجاز الفراء «وعد الله حقّ» وقرأ يزيد بن القعقاع (إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) (٣) يكون «أنّ» في موضع نصب أي وعدكم أنه يبدأ الخلق ، ويجوز أن يكون التقدير : لأنه يبدأ الخلق كما يقال : لبّيك أن الحمد والنّعمة لك ، والكسر أجود ، وأجاز الفراء (٤) أن يكون «أنّ» في موضع رفع. قال أحمد بن يحيى : يكون التقدير : حقا ابتداء الخلق.
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٥)
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) مفعولان. (وَالْقَمَرَ نُوراً) عطف. (وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ) بمعنى وقدّر له مثل (وَإِذا كالُوهُمْ) [المطففين : ٣] ويجوز أن يكون المعنى قدّره ذا منازل مثل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] وقدّره ولم يقل : وقدّرهما والشمس والقمر جميعا منازل ، ففي هذا جوابان : أحدهما أنه خصّ القمر لأن العامة به تعرف الشّهور ، والجواب الآخر أنه حذف من الأول لدلالة الثاني عليه وأنشد سيبويه والفراء : [الطويل]
١٩٦ ـ رماني بأمر كنت منه ووالدي |
|
بريئا ومن جول الطّويّ رماني (٥) |
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٥ / ١٢٦.
(٢) انظر معاني الفراء ١ / ٤٥٧ ، والبحر المحيط ٥ / ١٢٩.
(٣) انظر مختصر ابن خالويه ٥٦.
(٤) انظر معاني الفراء ١ / ٤٥٧.
(٥) الشاهد لعمرو بن أحمر في ديوانه ١٨٧ ، والكتاب ١ / ١٢٥ ، والدرر ٢ / ٦٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٤٩ ، وله أو للأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصي في لسان العرب (جول). والطوي : البئر.