الظَّالِمِينَ) بالياء ؛ لأنه قد حال بين الفعل وبين الاسم. قال أبو جعفر : هذا لا يلزم لأن الأشهاد واحدهم شاهد مذكّر فتذكير الجميع فيهم حسن ، ومعذرة مؤنّثة في اللفظ فتأنيثها حسن.
(هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (٥٤)
(هُدىً) في موضع نصب إلّا أنه يتبيّن فيه الإعراب لأنه مقصور. (وَذِكْرى) معطوف عليه ونصبهما على الحال.
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) (٥٥)
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) مصدر جعل ظرفا على السعة ، والأبكار جمع بكر.
(إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (٥٦)
قال أبو إسحاق : المعنى أنّ الذين يجادلون في دفع آيات الله وقدره مثل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] وقال سعيد بن جبير (بِغَيْرِ سُلْطانٍ) بغير حجة. والسلطان يذكّر ويؤنّث ولو كان بغير سلطان أتتهم ، لكان جائزا. (أَتاهُمْ) من نعت سلطان وهو في موضع خفض. (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ) قال أبو إسحاق : المعنى : ما في صدورهم إلّا كبر ما هم ببالغي إرادتهم فيه فقدره على الحذف. وقال غيره : المعنى ببالغي الكبر على غير حذف ؛ لأنّ هؤلاء قوم رأوا أنهم إن اتّبعوا النبيّ صلىاللهعليهوسلم قلّ ارتفاعهم ونقصت أحوالهم وأنهم يرتفعون إذا لم يكونوا تبعا فأعلم الله جلّ وعزّ أنهم لا يبلغون الارتفاع الذي أمّلوه بالتكذيب (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) أي من شرّهم.
(لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٥٧)
(لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مبتدأ وخبره وهذه لام التوكيد ، وسبيلها أن تكون في أول الكلام لأنها تؤكّد الجملة إلّا أنها تزحلف عن موضعها. كذا قال سيبويه : تقول : إن عمرا لخارج وإنما أخّرت عن موضعها لئلّا يجمع بينها وبين «إنّ» لأنهما يؤديان عن معنى واحد ، كذلك لا يجمع بين إنّ وأنّ عند البصريين. وأجاز هشام : إنّ أنّ زيدا منطلق حقّ ، فإن حذفت حقّا لم يجز عند أحد من النحويين علمته ومما دخلت اللام في خبره قوله جلّ وعزّ بعد هذا (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها).