(١٦٨) أحدها : أن عبادة بن الصّامت كان له حلفاء من اليهود ، فقال يوم الأحزاب : يا رسول الله إن معي خمسمائة من اليهود ، وقد رأيت أن أستظهر بهم على العدو ، فنزلت هذه الآية ، رواه الضّحّاك عن ابن عباس.
(١٦٩) والثاني : أنها نزلت في عبد الله بن أبيّ وأصحابه من المنافقين كانوا يتولّون اليهود ، ويأتونهم بالأخبار يرجون لهم الظّفر من النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فنهى الله المؤمنين عن مثل فعلهم ، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
(١٧٠) والثالث : أن قوما من اليهود ، كانوا يباطنون نفرا من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم ، فنهاهم قوم من المسلمين عن ذلك ، وقالوا : اجتنبوا هؤلاء اليهود ، فأبوا ، فنزلت هذه الآية. روي عن ابن عباس أيضا.
(١٧١) والرابع : أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره ، كانوا يظهرون المودّة لكفار مكة ، فنهاهم الله عزوجل عن ذلك ، هذا قول المقاتلين ، ابن سليمان ، وابن حيّان.
فأما التفسير ، فقال الزّجّاج : معنى قوله تعالى : (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) أي : لا يجعل المؤمن ولايته لمن هو غير مؤمن ، أي : لا يتناول الولاية من مكان دون مكان المؤمنين ، وهذا كلام جرى على المثل في المكان ، كما تقول : زيد دونك ، ولست تريد المكان ، ولكنك جعلت الشرف بمنزلة الارتفاع في المكان ، والخسّة كالاستفال في المكان. ومعنى (فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) أي : فالله بريء منه. قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) قرأ يعقوب والمفضّل عن عاصم «تقيّة» بفتح التاء من غير ألف ، قال مجاهد : إلا مصانعة في الدّنيا. قال أبو العالية : التّقاة باللسان لا بالعمل.
فصل : والتّقيّة رخصة ، وليست بعزيمة. قال الإمام أحمد : وقد قيل : إن عرضت على السيف تجيب؟ قال : لا. وقال : إذا أجاب العالم تقيّة ، والجاهل بجهل ، فمتى يتبيّن الحق؟ وسنشرح هذا المعنى في «النحل» عند قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) (١) ، إن شاء الله.
(قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٩))
____________________________________
(١٦٨) ضعيف جدا. ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٢٠٢ عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قوله ، وجويبر متروك ، والضحاك لم يلق ابن عباس. وانظر «تفسير القرطبي» ٤ / ٦٠.
(١٦٩) واه بمرة. ذكره الواحدي ٢٠١ عن الكلبي به ، والكلبي متهم بالكذب وعزاه المصنف لأبي صالح عن ابن عباس ، وراوية أبي صالح هو الكلبي فالخبر ساقط.
(١٧٠) ضعيف. أخرجه الطبري ٦٨٢١ من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وإسناده ضعيف لجهالة محمد شيخ ابن إسحاق.
(١٧١) عزاه المصنف لمقاتل بن سليمان. وهو كذاب. وعزاه لمقاتل بن حيان ، وهو ذو مناكير. وذكره البغوي ٢٩١ بدون إسناد.
__________________
(١) النحل : ١٠٦.