كسرها ، وهي لتكثير الفعل وتكريره. وسفك الدم : صبّه وإراقته وسفحه ، وذلك مستعمل في كل مضيّع ، إلا أن السفك يختصّ الدم ، والصّب والسّفح والإراقة يقال في الدّم وفي غيره. وفي معنى تسبيحهم أربعة أقوال : أحدها : أنه الصلاة ، قاله ابن مسعود وابن عباس. والثاني : أنه قول : سبحان الله ، قاله قتادة. والثالث : أنه التعظيم والحمد ، قاله أبو صالح. والرابع : أنه الخضوع والذل ، قاله محمد بن القاسم الأنباريّ.
وقوله تعالى : (وَنُقَدِّسُ لَكَ). القدس : الطهارة ، وفي معنى تقديسهم ثلاثة أقوال : أحدها : أن معناه : نتطهّر لك من أعمالهم ، قاله ابن عباس. والثاني : نعظّمك ، ونكبّرك ، قاله مجاهد. والثالث : نصلّي لك ؛ قاله قتادة.
قوله تعالى : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ). فيه أربعة أقوال : أحدها : أن معناه : أعلم ما في نفس إبليس من البغي والمعصية ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والسّدّيّ عن أشياخه. والثاني : أعلم أنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء وصالحون ، قاله قتادة. والثالث : أعلم أني أملأ جهنّم من الجنّة والنّاس ، قاله ابن زيد. والرابع : أعلم عواقب الأمور ، فأنا أبتلي من تظنّون أنه مطيع ، فيؤدّيه الابتلاء إلى المعصية كإبليس ، ومن تظنّون به المعصية فيطيع ، قاله الزّجّاج.
(الإشارة إلى خلق آدم عليهالسلام)
(٢٠) روى أبو موسى عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «إنّ الله ، عزوجل ، خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، منهم الأحمر والأبيض والأسود ، وبين ذلك ، والسّهل والحزن ، وبين ذلك ، والخبيث والطّيّب» ، قال التّرمذيّ : هذا حديث صحيح.
(٢١) وقد أخرج البخاريّ ومسلم في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، أنّه قال : «خلق الله تعالى آدم طوله ستون ذراعا».
(٢٢) وأخرج مسلم في أفراده من حديث أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، أنّه قال : «خلق الله آدم بعد
____________________________________
(٢٠) صحيح. أخرجه أبو داود ٤٦٩٣ والترمذي ٢٩٥٥ وأحمد ٤ / ٤٠٠ وابن حبان ٦١٦٠ وابن سعد في «الطبقات» ١ / ٢٦ وعبد بن حميد في «المنتخب» ٥٤٨ والطبري ٦٤٥ والحاكم ٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٢. والبيهقي في «الصفات» ص ٣٨٥ من طرق عن عوف العبدي عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري. وإسناده جيد ، رجاله كلهم ثقات ، وقد صححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الترمذي : حسن صحيح. وله شواهد ستأتي.
(٢١) صحيح. أخرجه البخاري ٣٣٢٦ و ٦٢٢٧ ومسلم ٢٨٤١ وأحمد ١ / ٣١٥ وابن حبان ٦١٦٢. وابن خزيمة في «التوحيد» ص ٤٠ ـ ٤١ واللالكائي في «أصول الاعتقاد» ٧١١ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ٨١٢ والبغوي ٣٢٩٨.
(٢٢) الصحيح موقوف ، والمرفوع معلول ، وهو أحد الأحاديث الضعيفة في «صحيح مسلم». أخرجه مسلم ٢٧٨٩ وأحمد ٢ / ٣٢٧ والنسائي في «التفسير» ٣٠ والطبري في «التاريخ» ١ / ٢٣ والبيهقي في «الصفات» ٣٨٣ من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سليم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيدي فقال : «خلق الله ، عزوجل ، التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد. وخلق الشجر يوم الاثنين. وخلق المكروه يوم الثلاثاء. وخلق النور