أُولِي الضَّرَرِ) كان من المستساغ ـ مع شىء غير قليل من الضيق والحرج ـ قبول هذه الرواية ، أو الروايات ..
أما ولا يستقيم للآية الكريمة مفهوم بغير قوله تعالى : (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) فإنه لا حرج من رفض هذه الرواية أو الروايات رفضا باتا ، دون التفات إلى تلك الروايات فى جملتها وتفصيلها .. إذ كانت قداسة القرآن الكريم فوق كل اعتبار ، وفوق كل مقام!!
ولعلّ اهتمام القوم بالبحث عن أسباب النزول ، والتعرّف عليها ، واعتبارها علما من علوم القرآن ـ لعل ذلك هو الذي فتح الطريق إلى مثل هذا القول فى الآية الكريمة .. والله أعلم.
____________________________________
آية : (٩٧ ـ ٩٩)
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً(٩٧) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (٩٨) فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً) (٩٩)
____________________________________
التفسير : فى هذه الآيات دعوة مشدّدة إلى محاربة الظلم والبغي والعدوان ، بأسلوب غير أسلوب القوة ، ولقاء العدوان بالعدوان ، والشر بالشر ، حين يكون الإنسان فى وجه قوة عاتية متسلطة ، ولا قدرة له على دفعها ..