وبين يدى الدعوة إلى رعاية أوامر الله ، واجتناب نواهيه ، والتزام حدود العدل والحق ـ تنتصب صورتان ، إحداهما لمن آمن واهتدى ، واستقام على طريق الله ، فأحل الحلال ، وحرّم الحرام ، والأخرى لمن كفر بالله ، واتبع هواه ، وركب طرق الغواية والضلال .. وفى الصورة الأولى يرى المؤمنون ما أعد الله لهم من واسع رحمته ، وعظيم فضله ، وفى الصورة الثانية يرى الكافرون ما أعد لهم من جهنم وقد فغرت فاها ، ومدت ألسنتها لتصطادهم من بعيد وقريب : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ).
____________________________________
الآية : (١١)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١١)
____________________________________
التفسير : الهمّ بالأمر .. هو العزم عليه ، دون تنفيذه لأمر ما ، من داخل النفس أو خارجها .. (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) (٢٤ : يوسف).
وبسط فلان إلى فلان يده : مدّها إليه بالشر والأذى .. (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ) (٢٨ : المائدة).
وقد اختلف المفسّرون فى هؤلاء القوم الذين همّوا أن يبسطوا أيديهم إلى المؤمنين بالأذى فكف الله أيديهم عنهم ..
والصورة التي ترتسم لمن يقرأ الآية الكريمة ، مستعرضا أحداث الإسلام