وفى قوله تعالى : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) هو صفة للمؤمنين الذين يطمئن إليهم المؤمن ، ويعطيهم ولاءه ونصحه ، ومحبته. وفى هذا تحذير للمؤمنين أن ينخدعوا لمن آمن بلسانه ، ولم يدخل الإيمان قلبه ..
ومن آثار الإيمان بالقلب أن يقيم المؤمن الصلاة ، وأن يؤتى الزكاة .. يقيم الصلاة خاشعا ، ويؤدى الزكاة راضيا ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (وَهُمْ راكِعُونَ) أي خاشعون ، فى غير رياء ، أو استعلاء .. لأنهم فى صلاتهم وزكاتهم على عبادة لله ، وفى حضور بين يديه ، فينبغى أن يعطوا هذا المقام حقّه من الخشوع لله ، والخضوع بين يديه ، حتى يكونوا فى معرض القبول من الله ، لصلاتهم وزكاتهم.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) بيان لما تثمره الموالاة لله ورسوله والمؤمنين ، فإن من يوالى الله يكون من حزب الله ، ومن كان فى حزب الله فهو من الفائزين ، لأنه فى ضمان الله ، وفى جنده الذين لا يغلب أبدا .. (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٢١ : المجادلة).
هذا ، وقد ذهب كثير من المفسّرين إلى أن قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) مراد به «علىّ بن أبى طالب» كرّم الله وجهه .. ويروون لهذا أحاديث ، تفيد أن هذه الآية نزلت فى «علىّ» رضى الله عنه ، وأنّه تصدق على فقير سأله وهو راكع فى الصلاة ، فنزع خاتما كان فى يده ، وألقاه إليه ، وهو فى صلاته ..!
وفى هذا الخبر أمور .. منها :
أولا : أن الخطاب عام ، بلفظ الجمع : (الَّذِينَ آمَنُوا ..) والوقوف