فالمريض ، الذي يمنعه مرضه من استعمال الماء ، له التيمم مع وجود الماء ، وكذلك شأن المسافر ، إذا كان معه من الماء مالا يفيض عن حاجته فى طعامه وشرابه ..
والتيمم معناه القصد ، والاتجاه ، والصعيد ما ارتفع من الأرض ، وصعد.
والمراد بقوله تعالى : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) اختيار مكان طاهر من الأرض ، ليمسح منه على الوجه واليدين ، قبل الدخول فى الصلاة ..
والإشارة إلى الصعيد ، لمظنّة أنه بمنأى من الخبث والقذر ، حيث يعلو عن استعمال الناس ، والتلوث بالقذارات ..
فليس المراد مجرّد العلوّ لاختيار المكان الذي يمسح منه ، وإنما القصد أن يكون طيبا طاهرا ، ولهذا جاء قوله تعالى : (صَعِيداً طَيِّباً) قيدا للصفة التي يكون عليها هذا الصعيد ، وهو أن يكون طيبا ، إذ قد يكون صعيدا ، ولكنه ملوث بالخبث والقذر.
وهنا أمر نحبّ أن يشير إليه ، وهو ما فى قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) حيث أطلق الجنابة ، ولم يقيدها. إن كانت عن حلال أو حرام!
وهذا يعنى أن «الزاني» جنب ، وأنه حين يريد الصلاة ينبغى أن يتطهر بالاغتسال ، أو التيمم ، حسب الحكم الذي يقتضيه حاله ، شأنه فى ذلك شأن «الجنب» الذي واقع زوجه!
أما جريمة «الزنا» التي اقترفها ، فلها حكمها الخاص بها .. ولا متعلق لها بفريضة الصلاة المفروضة عليه.
نقول هذا ، لنشير به إلى ما سبق أن قررناه فى شأن شارب الخمر ، الذي إذا أراد أن يؤدى فريضة الصلاة ، فإن له أن يؤديها ، ولكن بعد أن. يفيق من