والإلحاد .. وهنا يمكن أن يقوم العلم فى الدعوة إلى الله ، مقام الرسل والأنبياء! ..
ومن جهة أخرى ، فإن العلماء الذين يبلغ بهم علمهم هذا المدى الذي يطلعون منه على الناس بهذه الآيات المعجزة ـ هؤلاء العلماء هم فى الواقع آية من آيات الله .. فما هم إلا صنعة الخالق ، الذي خلق فسوّى ، فجعل من ابن الماء والطين ، هذه القوة القادرة على أن تجىء بهذا الإعجاز العظيم ..
فمر حى بالعلم ، ومزيدا من آياته ومعجزاته .. فحصاد هذا كلّه ، وثمر هذا كله ، عائد إلى الإنسان ، فى حياته المادية والعقلية والروحية .. وما كان لدين ـ أي دين ـ أن يعطل ملكات الإنسان ، أو يقيد يديه عن العمل فى كل مجال يستطيع العمل فيه ـ سواء أخطأ أم أصاب ، مادام يطلب الخير ، ويلقى إليه ، بشباكه فى الأرض أو فى السماء ..!
على أن هناك حقيقة ، نودّ أن نضعها بين يدى العلماء ، دون أن نقطع الطريق عليهم فيما هم سائرون إليه ، نحو البحث عن الحياة ، واستيلاد الأحياء ، أو خلقهم ، ودون أن ندخل اليأس عليهم ، ونوصد فى وجههم هذا الباب ..
فنحن وإن كنا على يقين بأن العلم ـ فى عالم البشر ـ لن يخلق الحياة أبدا ، فإننا ندعو إلى مزيد من البحث والانطلاق فى هذا المجال إلى أبعد غاية ، فإن هذا البحث ـ فى الواقع ـ لن يضيع هباء ، بل إنه سينمّى معارف الإنسان ، ويزيده علما إلى علم ..
ومن يدرى؟ فلعل العلماء إذا أخطأهم الوصول إلى «الحياة» وفاتهم الحصول على سرّها ، لعلهم يجدون فى طريقهم أسرارا أخرى ، هى أجدى على