ووجه قواه إلى الإفادة منها ، وذلك بالتعرف على الطريق الذي يوصله إليها ، ويضع يده على موضع الخير منها.
وقوله تعالى : (الْفُلْكَ) معطوف على (ما) أي وسخر لكم ما فى الأرض ، وسخر لكم الفلك تجرى فى البحر بأمره.
ـ وقوله تعالى : (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) إيقاظ لمشاعر الإنسان ومدركاته ، ليمدّ بصره إلى ما فوق هذه الأرض ، بعد أن يثبت قدمه عليها ، فينظر فى ملكوت السماء .. وعندئذ يرى أن هذا السقف المرفوع فوقه ، تمسكه قدرة الله ، وأنه لو لا هذه القدرة لسقط على الأرض ، وأهلك كل حىّ فيها ..
ـ وفى قوله تعالى : (إِلَّا بِإِذْنِهِ) ـ إشارة إلى أن هذه السماء المرفوعة المحفوظة بقدرة الله ، هى خاضعة لإرادة الله ، وأنه من الممكن أن يأذن الله لها بأن تسقط على الأرض!
ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) ـ تطمين للناس بأن السماء لن تقع عليهم ، وذلك لرحمته سبحانه وتعالى ورأفته بعباده ..
ومع هذا كله ، فإن كثيرا من عباده يجحدون نعمة الله ، ويكفرون به ، ويعبدون غيره .. من أحجار ، وحيوان ، وإنسان!
وقوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ .. إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ).
فى هذه الآية تذكير للناس بتلك النعمة الكبرى ، نعمة الحياة .. فقد كان الناس عدما ، أو ترابا فى هذا التراب .. ثم إذا هم هذا الخلق السوىّ العاقل ، المدبّر ، الصانع! ثم إذا هم تراب مرة أخرى .. ثم إذا هم يلبسون حياة لا موت بعدها ،