من آيات ناطقة بقدرة الله ، شاهدة على علمه وحكمته .. ببنائها القائم ، وبما تتزين به من كواكب ونجوم .. ولكن هؤلاء الضالين ، المشركين ، فى غفلة عن تلك الآيات الباهرة ، لا يلقون إليها نظرا ، ولا يديرون نحوها عقلا ..
وفى إضافة الآيات إلى السماء ، إشارة إلى عظمة هذا العالم العلوي ، وأن السماء كون عظيم ، وأن كل ما لاح فى هذا الكون ، هو آية من آيات هذا الكون العظيم ..
وفيما كشف العلم عنه من هذا العالم العلوىّ ، ما يبهر العقول ، ويعجز الخيال .. وهو إلى جانب ما لم ينكشف أشبه بذرة من عالم الرمال ، أو قطرة من عالم الماء فأين العقول التي تنظر؟ وأين البصائر التي تستبصر؟
قوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).
هو عرض لبعض مظاهر قدرة الله ، التي أشارت الآيات السابقة إلى بعض منها .. ومن مظاهر القدرة الإلهية خلق الليل والنهار ، والشمس والقمر ، وإجراء كل منها فى فلك خاص به ، ومدار لا يتعداه ..
وفى التعبير عن حركة الليل والنهار ، بالخلق ، إشارة إلى ما لهما من وجود ذاتىّ غير عارض ، وأن وجودهما مقصود لذاته ، حيث يأخذان من الوجود ويعطيان ، شأنهما فى هذا شأن الإنسان المكلّف ، المطلوب منه رسالة يؤديها فى الحياة .. وشأنهما كذلك شأن الشمس والقمر ، فهما أي الليل والنهار ، وإن كانا مظهرا من مظاهر حركة الأرض حول نفسها ، إلا أنهما صاحبا سلطان على كل ما يقع