من كل حيوان نافع له ، زوجين اثنين ، ذكرا وأنثى ، وأن يأخذ أهله معه ، إلا من سبق عليه القول منهم ، فلم يكن من المؤمنين بالله ..
ـ وقوله تعالى : (وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) ـ هو تثبيت لقلب نوح ، وعزاء له فى أهله الذين سيخلّفهم وراءه للهلاك غرقا .. فهذا أمر الله فيهم ، وحكمه عليهم .. وليس لأمر الله مردّ ، ولا وراء حكمه معقب ، وإنه ليس عند المؤمنين بالله إلا الاستسلام والرضا ..
قوله تعالى :
(فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
هو وعد من الله سبحانه وتعالى لنوح بالنجاة من هذا الطوفان المخيف ، وأن هذه الرحلة التي سيخوض فيها بسفينته غمرات هذا الطوفان ، هى رحلة مأمونة ، عاقبتها السلامة والنجاة ، وحقّها الحمد والشكران لله ربّ العالمين.
قوله تعالى :
(وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ).
هو تلقين لنوح بتلك الدعوة المباركة ، التي يدعو بها ربّه ، وهو فى طريق العودة إلى اليابسة ، بعد أن تنهى السفينة دورتها على ظهر هذا الطوفان ، حتى يهيئ الله له مكانا خيرا من هذا المكان الذي شهد فيه عناد قومه ، ورأى مصارعهم ، وقد اشتمل عليهم الطوفان ..
وهذا يعنى أن بعض الأمكنة أفضل من بعض .. بعضها ينبت الشوك والحسك ، وبعضها يخرج زروعا ناضرة ، وجنات مثمرة .. كذلك بعضها يلد الكرام من