وإنى لمن الصادقين فيما شهدت .. ويكرر هذا أربع مرات .. ثم يجىء بالخامسة بعد هذا مواجها بها نفسه ، فيقول : إنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين.
ولا شك أن تكرار هذه الشهادة ، وتكرار ذكر اسم الله معها فى كل مرة ، مما يتيح للرجل فرصة فى أن يراجع نفسه ، أو يرجع إلى الله إن كان أمره قائما على ظنون ، وشكوك.
وفى المرة الخامسة التي يصبّ فيها لعنة الله عليه إن كان كاذبا ، عملية يقف بها الإنسان على حافة الهاوية ، ويطلّ منها على تلك الهوة العميقة التي سيتردّى فيها إذا هو مضى إلى غايته ، ولم يكن متقيا الله فى نفسه ، وفى المرأة التي يضربها الضربة القاضية ، بهذه الكلمة تخرج من فمه ..
روى الإمام الشافعي ـ رضى الله عنه ـ فى «الرسالة» أن رجلا لاعن زوجه عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما صار إلى الخامسة ، التي يحسم فيها الأمر ، قال صلوات الله ورحمته وبركاته عليه : «قفوه .. فإنها موجبة»!
والواقع أن الزوج لا يسوق زوجه إلى هذا الموقف ، إلا إذا قامت بين يديه القرائن القاطعة ، والأدلة الواضحة .. ولكن كثيرا من الأزواج قد تعميهم الغيرة ، فيخالون غير الواقع واقعا .. ثم لا يرضون إلا أن يكون انتقامهم من المرأة على تلك الصورة الفاضحة المخزية ، التي أقلّ ما فيها أنها تنفى نسبة الولد إليه ، إن كانت حاملا ..
أما المرأة التي وضعت هذا الموضع ، ولا عنها زوجها ـ فإن أقرت بما شهد به ، أقيم عليها الحدّ ، ورجمت .. وإن أبت أن تقرّ ، فإن عليها أن تردّ شهادته بأن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين .. وذلك بأن تقول