قائم على غير ما يقوم عليه الحال بينها وبين غير المحارم من الرجال .. وبهذا يموت ، أو يصل إلى قريب من الموت ، هذا الإحساس الذي يكون بين المرأة والرجل الأجنبى عنها ..
فالمملوك ـ وإن كان رجلا ، فيه ما فى الرجال من رغبة واشتهاء ـ هو بالنسبة إلى مالكته كأحد محارمها ، الذين يخالطونها ، ويعايشونها .. كالأب ، والابن ، والأخ .. وتخففها من زينتها فى وجوده يشعره ويشعرها بهذا المعنى ، وهو أنه لا ينبغى أن يمدّ بصره إليها ، كما أنه لا يليق بها أن تشتهيه.
وقد ذهب كثير من المفسّرين ، والفقهاء إلى أن المراد بما ملكت أيمانهن الإماء ، دون العبيد .. ولكن الذي نراه ، هو أن المقصود به العبيد .. وقد روى أن النبي صلىاللهعليهوسلم أتى إلى فاطمة ـ رضى الله عنها ـ بعبد لها ، فأرادت أن تستتر منه بالحجاب ، فقال عليه الصلاة والسلام : «إنه ليس عليك بأس .. إنما هو أبوك وغلامك»!!
ـ (أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ..)
والإربة : من الأرب ، وهو الرغبة والاشتهاء ..
والمراد بالتابعين ، هم الذين يخدمون المرأة ، ويكونون فى حاجتها بأجر ، وهم ليسوا فى ملك يمينها .. فهؤلاء التابعون ، وقد انقطعت شهوتهم للمرأة ، لمرض ، أو شيخوخة ، أو غير هذا مما تنقطع به شهوة الرجل للمرأة ـ هؤلاء التابعون ، لا حرج على المرأة من أن تتخفف من زينتها فى حضورهم ، لأنهم لا ينظرون إلى ما بدا منها نظرة رغبة واشتهاء .. ومن ثمّ لا يكون النظر إليها مدخلا إلى الفتنة ، إذ لا إربة لهم فى المرأة ..