الحيوان المملوك ، إلى درجة المرأة الحرة .. حيث ينشىء لها الزواج حقوقا ، ويفرض عليها واجبات ، وقد كانت قبل الزواج مطلقة ، لا حقوق لها ، ولا واجبات عليها ..
ثالثا : أن الأمة إذا تزوجت ثم زنت ، وثبتت عليها الجريمة ، أقيم عليها الحدّ ، وهو نصف ما على المحصنات من العذاب ، فتجلد خمسين جلدة.
رابعا : أشارت الآية إلى أن زواج الأمة لا يكون إلا بإذن مالكها وعن رضاه ، فليس لها والحال كذلك ، أن تزوج نفسها إذا رغبت فى الزواج ، وأرادت التحصن به .. فإن أبى عليها مالكها أن تتزوج ، لم يكن أمامها إلا أن تعرض نفسها للرجال .. وهذا هو البغاء الذي أكرهها مالكها عليه بوقوفه فى وجه الزواج الذي تتحصن به وتعفّ عن الفاحشة.
هذا ، هو ما رأينا والله سبحانه وتعالى أعلم (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ).
* * *
قوله تعالى :
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ).
هذه الآية هى ختام لآيات الأحكام ، التي جاءت بها السورة من قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) إلى قوله تعالى : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً).
وهى فى هذا أشبه بالبدء الذي بدئت به السورة ، فى قوله تعالى : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
فبدء السورة كان إعلانا بنزول آيات بينات ، تلى هذا الإعلان ، وتجىء بعده ..