ما يعجبهم من كثرة المشركين وغلبتهم ، فإن الدولة وشيكة ، أن تكون للمؤمنين .. فليبادروا إلى هذا المغنم ، وليأخذوا مكانهم بين المؤمنين منذ اليوم ، وإلا فلن يكون لهم مكان بعد أن يفوتهم الركب ، وهم بمنقطع الطريق.
قوله تعالى :
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
وهذا بيان للأعمال المطلوبة من المؤمنين ، حتى يكونوا على الوصف الذي وصفهم الله سبحانه وتعالى به ، ووعدهم عليه الاستخلاف ، والتمكين .. وهو أن يقيموا الصلاة ، وأن يؤتوا الزكاة ، وأن يطيعوا الرسول فيما يدعوهم إليه ، ويندبهم له ، من الجهاد فى سبيل الله ..
قوله تعالى :
(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
هو خطاب للنبىّ ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ مشار به إلى المؤمنين ، الذين استمعوا إلى وعد الله سبحانه وتعالى لهم ، بالاستخلاف فى الأرض ، والتمكين لدينهم .. وأنهم إذا نظروا فوجدوا ما هم عليه من قلّة وضعف ، وما عليه الكافرون والمشركون من كثرة وقوة ـ إذا نظروا فوجدوا هذا ، فلا يهولنّهم الأمر ، ولا يدخل على ثقتهم بوعد الله وهن أو شك .. فهؤلاء الكافرون وإن بلغوا ما بلغوا من كثرة وقوة ، فإنهم لا شىء أما قدرة الله سبحانه وتعالى .. فلن يعجزوه ، ولن يفلتوا من المصير الذي هم صائرون إليه ، من ذلّة وخزى فى الدنيا ، وعذاب أليم فى الآخرة ..
فليمض المؤمنون على إيمانهم ، وليستقيموا على ما أمرهم الله .. فإن هم صدقوا الله ، صدق وعده لهم ، إذ يلقاهم على تلك الصفة التي وعدوا عليها ..