والمراد من ثيابهن ، الثياب التي يراد منها ستر ما وراءها من زينة .. كغطاء الرأس ، والخمار وغيرهما .. لا الثياب التي تستر العورات من المرأة ..
وفى قوله تعالى : (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) قيد للإذن برفع الحرج عنهن فى وضع ثيابهن ، وذلك بألا يكون غرضهن من وضع هذه الثياب إبداء زينتهن ، والتعرض بعرضها للأعين .. فهذا ينافى الوصف الذي وصفن به ، وهو قوله تعالى : (اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً) لأن تبرجهن بالزينة ، وعرض أنفسهن بها ، ينقض هذا الوصف ..
وقوله تعالى : (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ..) أي وإن يتحفظن ، ويدعن التخفف ، خير لهن ..
فذلك التعفف وعدم التبرج هو من طبيعة المرأة الحرة ، أيا كانت السنّ التي بلغتها .. ثم هو من زينة المرأة المسلمة ، ومن أدبها الذي تعيش به فى المجتمع الإسلامى! أما هذا التخفيف فهو رخصة ، من الله ، للتخفيف والرحمة ، تضعها المرأة فى يدها ، وتستعملها عند الضرورة ، بعقل ، وحكمة ، ودين ..
والله سميع عليم ..
____________________________________
الآية. (٦١)
(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ