وأنها صلة وثيقة العرى ، ملاكها السمع والطاعة لرسول الله من كل مؤمن ومؤمنة ..
وحقيقة إيمان المؤمن ، الإيمان بالله ورسوله ، ثم السمع والطاعة والولاء للرسول .. والمحكّ الذي يظهر عليه ما عند المؤمن من طاعة ، هو ساعة الضيق والعسرة ، وامتحان المسلم ، فى نفسه وماله ..
قوله تعالى :
ـ (وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ).
الأمر الجامع : هو الأمر العظيم ، الذي يدعى له المسلمون جميعا ، ليواجهوه ، وليحمل كل منهم نصيبه منه. وذلك فى حال الدعوة إلى الجهاد ، والنّفرة إلى لقاء العدو .. فإذا دعا النبيّ ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ إلى الجهاد ، واجتمعت جماعة المسلمين ، لم يكن لأحد منهم أن يذهب لشأن من شئونه ، أو يشغل بأمر خاص به ، إلا بعد أن يستأذن النبىّ ، فإن أذن له مضى ، وإلا لزام مكانه.
ـ وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) هو إذن للمؤمنين ، من ذوى الأعذار فى أن يستأذنوا .. فليس طلب الإذن من النبىّ مما يحظر على المسلم فى هذا الوقت .. فالإسلام يسر لا عسر ، والرسول الكريم ، خير من يقدّر حال المستأذن وظروفه ..
ـ وقوله تعالى : (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ) أي إنّ طلب الإذن ليس معناه إجابة هذا الطلب ، بل إن ذلك يرجع إلى تقدير النبىّ ، ونظره إلى الأمر من جميع وجوهه ، فقد يرى أن يأذن لبعض ، ولا يأذن الآخرين .. فهذا وذلك مما يقضى به الرسول ، وعلى المسلم أن يسمع ويطيع ..
ـ وفى قوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ .. إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ـ إشارة