وما أحسن ما يقول «البوصيرى» في رسول الله ، وفيما يقال ، وما لا يقال ، فيه ، إذ يقول :
دع ما ادّعته النصارى في نبيّهم |
|
وقل ما شئت مدحا فيه واحتكم |
قوله تعالى :
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ..)
هو تمجيد لله سبحانه ، وتعظيم لذاته ، بإضافة هذا الوجود إليه ، في سماواته وأرضه ، وما في السموات والأرض ..
ـ وقوله تعالى :
ـ (وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) هو تنزيه لله أن يكون له ولد ، كما يدعى النصارى ، في المسيح ، وكما يدّعى اليهود في عزيز .. لأن اتخاذ الولد إنما يكون لافتقار الأب إلى من يحفظ نسبه ، ويبقى ذكره .. ثم إن هذا الولد في حاجة أيضا إلى أن يكون له ولد .. وهكذا في سلسلة من التوالد ، تجعل الآلهة وأبناء الآلهة أكثر من الآدميين ، وأبناء الآدميين .. إذ كان الآلهة ـ على حسب هذا المنطق ـ أطول أعمارا ، وأكثر قدرة على الإنجاب .. أو أنهم يتوالدون ، ولا يموت لهم مولود ..!
ومن جهة أخرى ، فإن الابن ـ قياسا على هذا المنطق البشرى ـ لا بد أن تكون له أم ، هى زوج الإله ..
ومن جهة ثالثة ، فإن التناسل لا يكون إلا بين الطبائع المتماثلة .. وعلى هذا